إعلان في نيويورك تايمز يهاجم التهجير: صوت يهودي ضد التطهير العرقي
في خطوة جريئة تعكس تزايد الوعي والرفض داخل المجتمع اليهودي تجاه السياسات الإسرائيلية، وقّع 350 حاخامًا وناشطًا يهوديًا على عريضة ترفض خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة. تم نشر هذه العريضة على صفحة كاملة مدفوعة في صحيفة نيويورك تايمز، تحت عنوان "ترامب دعا إلى إبعاد جميع الفلسطينيين من غزة. الشعب اليهودي يقول لا للتطهير العرقي".
خلفية العريضة
تأتي هذه العريضة في وقت حساس، حيث تتصاعد التوترات في المنطقة ويواجه الفلسطينيون تحديات كبيرة. أغلب الموقعين على العريضة ينتمون إلى حركة "حاخامات من أجل السلام"، وهي حركة تأسست في الولايات المتحدة لرفض الحرب على غزة والاحتجاج على ممارسات الجيش الإسرائيلي. هذه الحركة تمثل صوتًا معارضًا داخل المجتمع اليهودي، حيث تسعى إلى تعزيز السلام والعدالة.
الشخصيات البارزة
من بين الموقعين على العريضة، نجد أسماء بارزة مثل الحاخامات شارون بروس، رولي ماتالون، وأليسا وايز، بالإضافة إلى مبدعين وناشطين يهود مثل كاتب السيناريو توني كوشنر، والممثلة إيلانا غلازر، والكاتبة الكندية نعومي كلاين. هذه الشخصيات تمثل تنوعًا في الآراء داخل المجتمع اليهودي، حيث يجتمعون جميعًا في رفضهم لسياسات التهجير.
تصريحات الحاخامات
أعربت الحاخام الأمريكية آبي شتاين عن فخرها بتوقيع العريضة، مشيرة إلى أن "قطع شجرة من الأرض لا يمكن أن يقارن بقطع الناس من أرضهم". وأكدت أن الغالبية العظمى من اليهود الأمريكيين تعارض بيان ترامب، مما يعكس انقسامًا داخل المجتمع حول هذه القضية الحساسة.
رسالة التضامن
مدير حملة "باسمنا"، كودي إدغرلي، أكد في تصريحات صحفية أن الرسالة الموجهة إلى الفلسطينيين هي أنهم ليسوا وحدهم، وأن هناك التزامًا قويًا من قبل اليهود الأمريكيين لمنع التطهير العرقي في غزة. هذه الرسالة تعكس روح التضامن والمقاومة التي تسعى الحركة إلى تعزيزها.
الاحتجاجات والفعاليات
على مدى العام الماضي، نظمت الحركة بالتعاون مع منظمة "صوت اليهود من أجل السلام" العديد من الاحتجاجات في مختلف المدن الأمريكية، بما في ذلك أمام البيت الأبيض وداخل الكونغرس. كانت هذه الاحتجاجات تهدف إلى المطالبة بوقف إمداد إسرائيل بالأسلحة، حيث كان الشعار الرئيسي للحركة "ليس باسمنا"، في إشارة إلى رفضهم لاستخدام اسمهم في دعم السياسات الإسرائيلية.
الخاتمة
إن هذا الإعلان الذي نشر في نيويورك تايمز يمثل خطوة مهمة في تعزيز الحوار حول حقوق الفلسطينيين داخل المجتمع اليهودي. يعكس هذا التحرك رغبة قوية في مواجهة السياسات التي تُعتبر غير إنسانية، ويؤكد على أهمية التضامن بين المجتمعات المختلفة في السعي نحو تحقيق العدالة والسلام. في عالم مليء بالتحديات، يبقى الأمل في أن تتعزز الأصوات التي تدعو إلى السلام وتعمل على إنهاء المعاناة الإنسانية.