مأساة الزلزال: ذكريات مؤلمة وآمال متجددة
في 6 فبراير/شباط 2023، ضرب زلزال مدمر مناطق واسعة من تركيا وسوريا، مخلفًا وراءه دمارًا هائلًا وألمًا لا يمكن نسيانه. السيدة عزيزة اليسوف، التي تنحدر من مدينة القريتين في حمص، تعكس معاناتها ومعاناة الكثيرين من المتضررين. فقدت عزيزة أربعة من أبنائها، وأصيبت بجروح خطيرة أدت إلى بتر ساقها، مما جعلها تعيش تجربة مؤلمة لا تزال عالقة في ذاكرتها.
ذكريات الزلزال
تصف عزيزة تلك الليلة بأنها كانت كابوسًا يتكرر في ذاكرتها، حيث تغلغل الخوف إلى داخلها ولم تستطع النوم. تتذكر تفاصيل الزلزال، من صوت الأرض الذي اهتز تحت قدميها إلى اللحظات التي قضتها تحت الأنقاض مع أبنائها. بعد ساعات من الانتظار، تمكن الدفاع المدني من إنقاذها، لكن فقدان أبنائها الأربعة ترك جرحًا عميقًا في قلبها.
الحياة بعد الزلزال
بعد الزلزال، انتقلت عزيزة إلى قبو في مدينة حارم غربي إدلب، حيث تعيش مع ابنتها أسيل، التي أصبحت سندها بعد فقدان عائلتها. تعاني عزيزة من صعوبة في الحركة بسبب بتر ساقها، وتستخدم مسندًا حديديًا للتنقل. رغم مرور عامين على الكارثة، لا تزال تعيش في ذكرياتها المؤلمة، حيث تثير أصوات السيارات والدراجات النارية رعبًا في قلبها.
نقص الخدمات الأساسية
تواجه عزيزة وبقية المتضررين من الزلزال تحديات كبيرة في حياتهم اليومية. تعاني قرية الهلال، التي تم إنشاؤها من قبل "فريق ملهم التطوعي"، من نقص حاد في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمدارس والنقاط الطبية. يضطر الأطفال في القرية إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى المدرسة، مما يزيد من معاناتهم.
جهود الإغاثة والتعافي
على الرغم من التحديات، هناك جهود مستمرة من قبل منظمات المجتمع المدني لتقديم الدعم للمتضررين. "فريق ملهم التطوعي" قام ببناء عدد من القرى السكنية لتوفير مأوى للمتضررين، حيث تم إنشاء مشاريع سكنية في مناطق مثل حارم وأرمناز وباريشا وإعزاز. هذه المشاريع تهدف إلى توفير بيئة آمنة ومناسبة للعيش، مع التركيز على تجهيز البنية التحتية اللازمة.
مشاريع مستقبلية
يستعد فريق ملهم التطوعي لتسليم مشاريع سكنية جديدة في أرمناز وإعزاز، مما سيساعد في تخفيف الأعباء عن المتضررين الذين فقدوا منازلهم. يتم التنسيق مع الحكومة المحلية لضمان توفير الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، رغم التحديات التي تواجهها البلاد.
الخاتمة
تظل مأساة الزلزال المدمر في ذاكرة الكثيرين، ولكن الأمل في التعافي وإعادة بناء الحياة لا يزال قائمًا. من خلال الجهود المستمرة من المنظمات الإنسانية والمجتمع المحلي، يمكن للمتضررين مثل عزيزة أن يجدوا الدعم الذي يحتاجونه لبناء حياة جديدة، رغم الألم الذي لا يزال يرافقهم.