السبت, يوليو 19, 2025
الرئيسيةعبريهل تفتح العملية الثلاثية في تركيا آفاقاً لتحالف سياسي جديد؟ | سياسة

هل تفتح العملية الثلاثية في تركيا آفاقاً لتحالف سياسي جديد؟ | سياسة

أنقرة: خطوة نحو السلام أم تحالفات سياسية جديدة؟

في خطوة رمزية، أقدم عشرات المقاتلين من حزب العمال الكردستاني على إحراق أسلحتهم في إقليم كردستان العراق، استجابة لدعوة زعيمهم المعتقل عبد الله أوجلان. هذه الخطوة، التي وصفتها الحكومة التركية بأنها "فتح صفحة جديدة" في تاريخ البلاد، تأتي في وقت حساس تشهد فيه تركيا تحولات سياسية كبيرة.

العملية الثلاثية: تعاون أم تحالفات جديدة؟

تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول "العملية الثلاثية" خلال اجتماع حزب العدالة والتنمية في أنقرة أثار جدلاً واسعاً. حيث أشار إلى تعاون بين ثلاثة أطراف: حزب العدالة والتنمية، حزب الحركة القومية، والحزب الكردي الجديد "الديمقراطية والمساواة للشعوب". هذا التعاون يهدف إلى نزع سلاح مقاتلي العمال الكردستاني وإدماجهم في الحياة السياسية السلمية.

مضمون الخطة

تتضمن الخطة تشكيل لجنة برلمانية خاصة للإشراف على تنفيذ "خارطة طريق" نزع السلاح، وهو ما دعا إليه أوجلان في رسالة مسجلة. هذه اللجنة ستعمل على ضمان نجاح العملية، حيث أبدى ممثلو الحزب الكردي استعدادهم للتعاون مع الدولة. الحكومة التركية دعت جميع الأحزاب الممثلة في البرلمان للمشاركة في هذه المرحلة، مما يعكس رغبة في إشراك كافة القوى السياسية.

نفي التحالف الانتخابي

على الرغم من التكهنات حول أبعاد التصريح، سارع حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب إلى نفي أي نية للدخول في تحالف انتخابي مع الحزب الحاكم. أكدت الرئيسة المشاركة للحزب، تولاي حاتم أوغولاري، أن دورهم يقتصر على "شراكة عملية" تهدف إلى إنجاح مسار نزع السلاح وتعزيز فرص السلام. كما شدد أردوغان على أن العهد الجديد لا يقتصر على هذه الأحزاب فقط، بل يشمل جميع الكتل البرلمانية.

موقف المعارضة

حزب الشعب الجمهوري المعارض أعلن تأييده لإجراءات نزع السلاح، وشارك في الاجتماعات التحضيرية، مع تعهد نوابه بالانضمام إلى اللجنة البرلمانية المزمع تشكيلها. ومع ذلك، حذر الحزب من أن اللجنة يجب أن تكون متوازنة وشفافة، مشيراً إلى مخاوف من أن تتحول إلى أداة لتنفيذ أجندة الحزب الحاكم.

تفاهمات سياسية محتملة

يرى المحللون أن المرحلة الحالية قد تحمل أبعاداً تتجاوز الإطار الفني لملف نزع السلاح. تصريح أردوغان قد يعكس وجود مستوى من التنسيق السياسي قد يتطور إلى شراكة انتخابية، خاصة في ظل حاجة السلطة الحالية إلى توسيع قاعدتها الشعبية. ومع ذلك، يبقى التساؤل حول مدى قدرة الحكومة على تقديم مكاسب ملموسة للأكراد في ظل تحالفها مع القوميين الأتراك.

الخاتمة

تظل الأوضاع السياسية في تركيا معقدة، حيث تتداخل الأبعاد الأمنية مع السياسية. بينما يسعى الجميع لتحقيق السلام، يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى نجاح هذه الجهود في تحقيق استقرار دائم، وما إذا كانت ستؤدي إلى تحالفات جديدة أو ستبقى مجرد خطوات رمزية في مسار طويل ومعقد.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة