السبت, يونيو 21, 2025
الرئيسيةعلوماكتشاف مدينة سرية تعود إلى 5000 عام مضت!

اكتشاف مدينة سرية تعود إلى 5000 عام مضت!

اكتشافات مذهلة في صحراء الربع الخالي

على مدى قرون، كانت صحراء الربع الخالي، التي تمتد عبر المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، تُعتبر بحرًا من الرمال بلا حياة. لكن في عام 2002، أزاح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي، الستار عن سر مذهل أثناء تحليقه فوق هذه الصحراء، حيث اكتشف تشكيلات كثبان رملية غير عادية ورواسب سوداء كبيرة.

ساروق الحديد: نافذة على حضارة قديمة

أدى هذا الاكتشاف إلى ظهور موقع ساروق الحديد، وهو موقع أثري غني ببقايا صهر النحاس والحديد، والذي يُعتقد أنه جزء من حضارة عمرها 5000 عام مدفونة تحت الرمال. عُثر على آثار لهذا المجتمع القديم على عمق حوالي 10 أقدام تحت سطح الصحراء، مخفية عن الأنظار بسبب البيئة القاسية والكثبان الرملية المتحركة.

أسطورة أوبار: أتلانتس الرمال

تضفي هذه الاكتشافات حياة جديدة على أسطورة المدينة الأسطورية المعروفة باسم "أتلانتس الرمال". وفقًا للأسطورة، دُفنت مدينة أوبار تحت الرمال بعد تدميرها بسبب كارثة طبيعية أو كعقاب من الآلهة. وقد أطلق تي. إي. لورنس العرب على هذه المدينة لقب "أتلانتس الرمال"، واصفًا إياها بأنها مدينة غنية دمرها الله غرورًا.

تقنيات حديثة في البحث الأثري

استخدم باحثون من جامعة خليفة في أبوظبي تقنية الرادار ذي الفتحة التركيبية (SAR) لاختراق سطح الصحراء. هذه التقنية تسمح للعلماء بالنظر تحت الكثبان الرملية دون إزعاجها، حيث تعمل عن طريق إرسال نبضات من الطاقة وقياس مقدار الطاقة المرتدة. تم دمج بيانات الرادار مع صور الأقمار الصناعية عالية الدقة لمسح ما تحت رمال الصحراء في ساروق الحديد.

اكتشافات جديدة تعيد كتابة التاريخ

تمكن الرادار من اكتشاف هياكل مدفونة، وكشف عن علامات واضحة على وجود هياكل معدنية وآثار وطبقات من عظام الحيوانات. من خلال تحليل بيانات الرادار باستخدام خوارزميات التعلم الآلي، تمكن الباحثون من تحديد الأنماط والأشكال التي تشير إلى النشاط البشري القديم. تشير النتائج إلى وجود مجتمع معقد ومترابط ازدهر في المنطقة منذ آلاف السنين.

تحديات البحث في البيئة الصحراوية

أشارت الدكتورة ديانا فرانسيس، رئيسة مختبر العلوم البيئية والجيوفيزيائية في جامعة خليفة، إلى صعوبة العثور على مواقع أثرية في البيئة الصحراوية. الظروف المناخية، بالإضافة إلى الطبيعة الصحراوية للمنطقة، تجعل من الصعب إجراء المسوحات الأرضية. لذلك، كانت صور الأقمار الصناعية ضرورية في هذا السياق.

التأثير على الفهم الثقافي

تظهر الطبقات في الموقع صخورًا أساسية وكثبانًا رملية وبقعًا من الجبس، مع الكثير من القطع الأثرية والنفايات المعدنية القديمة وعظام الحيوانات. هذه الاكتشافات تعزز الفهم الثقافي للحضارات المبكرة في شبه الجزيرة العربية، حيث سكنت الصحراء العربية منذ أوائل العصر البلستوسيني.

الحياة في صحراء الربع الخالي

على الرغم من الظروف القاحلة الحالية، شهدت المنطقة فترات من ارتفاع الرطوبة بين 6000 و5000 عام مضت، مما أدى إلى تشكل بحيرات ضحلة نتيجة هطول أمطار غزيرة. هذه البحيرات دعمت أنظمة بيئية متنوعة، بما في ذلك النباتات والحيوانات، مما يعكس مرونة المجتمعات الصحراوية القديمة.

الخاتمة

مع كل مرور للرادار وطبقة من الرمال تُزال، يثبت الربع الخالي أنه لم يكن فارغًا أبدًا. الاكتشافات الحديثة تعيد كتابة تاريخ المنطقة وتفتح آفاقًا جديدة لفهم الحضارات القديمة التي ازدهرت في هذه البيئة القاسية.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة