السبت, يونيو 21, 2025
الرئيسيةحوادثصحراء رملية جديدة في المجر تمتد على 10,000 كيلومتر مربع: تهديد لحياة...

صحراء رملية جديدة في المجر تمتد على 10,000 كيلومتر مربع: تهديد لحياة أكثر من 620,000 شخص

صحراء جديدة في قلب أوروبا

تتجه الأنظار نحو منطقة هوموخاتساغ المجرية، حيث تتشكل صحراء رملية جديدة شاسعة في قلب أوروبا. تمتد هذه المنطقة على مساحة 10,000 كيلومتر مربع، وتقع بين نهري الدانوب وتيسا، ويعيش فيها أكثر من 620,000 نسمة، أي ما يقارب 6.6% من سكان المجر. وقد أعلنت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة هذه المنطقة شبه صحراء منذ عام 2020، محذرة من أنها قد تتحول قريبًا إلى صحراء كاملة ما لم تتخذ الحكومة وسلطات إدارة المياه إجراءات عاجلة.

الوضع الحالي

تسلط وكالة أنباء مجرية الضوء على الوضع الخطير في المنطقة، حيث كانت سلسلة جبال ساند تاريخيًا منطقة زراعية خصبة لقرون، منتجةً مجموعة متنوعة من الفواكه والمحاصيل. ومع ذلك، فقد شهدت المنطقة تحولًا جذريًا في المشهد البيئي، حيث أصدرت منظمة الأغذية والزراعة تحذيرًا صارخًا قبل خمس سنوات، مشيرةً إلى أن المنطقة كانت بالفعل على شفا التصحر.

تتأثر جهود إنقاذ المنطقة بتقلبات تغير المناخ، حيث يتفق الخبراء على أن استعادة التوازن المائي في المنطقة ستستغرق عقودًا، على الأقل بنفس المدة التي استغرقتها الأزمة الحالية، والتي تقدر بأكثر من أربعين عامًا. ومع ذلك، فإن اتخاذ إجراءات فورية ومنسقة يعد أمرًا ضروريًا.

أسباب التصحر

بدأ تنظيم المياه في المنطقة قبل نحو 150 عامًا بهدف توفير أراضٍ صالحة للزراعة لتلبية احتياجات سكان المجر المتزايدين. إلا أن أنظمة الأنهار الحالية شهدت تغيرات جذرية، حيث تتدفق المياه عبر المنطقة بسرعة دون أن تُجدد التربة. يشهد الصيف الآن تبخر معظم الأمطار بسبب ارتفاع درجات الحرارة، كما أن بنية التربة المحلية تمنع الماء من التسرب إلى الأرض. وقد تغيرت أنماط هطول الأمطار بشكل ملحوظ خلال السنوات الخمس الماضية مقارنةً بالعقود الثلاثة السابقة.

الجفاف والفيضانات المفاجئة

تعد نقص رطوبة التربة من أهم المشاكل التي تواجه المنطقة، حيث يتفاقم بسبب شحّ هطول الأمطار في الشتاء. يدعو بعض الخبراء إلى حجز مياه نهر تيسا وتطبيق أنظمة واسعة النطاق لاحتجاز المياه، بالإضافة إلى إعادة تغذية مخزونات المياه الجوفية. كما يُنصح بالتحول نحو ممارسات زراعية مستدامة تتناسب مع خصائص المنطقة.

تزايدت وتيرة سنوات الجفاف، وغالبًا ما تأتي على شكل مجموعات، مما لا يترك للتربة وقتًا كافيًا للتعافي. يوجد الآن أكثر من مليون بئر عبر سلسلة جبال ساند ريدج، يصل عمق العديد منها إلى ستة أمتار أو أكثر للوصول إلى المياه الجوفية، مما يؤدي إلى استنزاف كبير لاحتياطيات المياه المتاحة.

الحاجة إلى اتخاذ إجراء عاجل

تُنفَّذ حاليًا مبادرة حكومية لإعادة توجيه المياه إلى الأراضي الزراعية، حيث تم إغلاق 514 سدًّا في محاولة للاحتفاظ بالمياه. ومع ذلك، لا تزال الشفافية تُشكِّل مشكلة، حيث لم تتلق الوكالة أي معلومات مفصلة بشأن خطة الحكومة للاحتفاظ بالمياه بقيمة 4.17 مليار يورو، والتي تهدف ظاهريًا إلى إنقاذ المنطقة من المزيد من الجفاف.

الخاتمة

تعد منطقة هوموخاتساغ المجرية مثالًا صارخًا على التحديات البيئية التي تواجهها العديد من المناطق حول العالم. إن التصحر الذي يهدد هذه المنطقة يتطلب استجابة عاجلة ومنسقة من الحكومة والمجتمع الدولي. من خلال اتخاذ إجراءات فعالة، يمكن أن تُحافظ هذه المنطقة على تنوعها البيولوجي وتاريخها الزراعي، وتجنب التحول إلى صحراء كاملة.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة