إلغاء الخطاب الإيراني في مؤتمر "كارنيغي للسياسات النووية"
في خطوة غير متوقعة، تم إلغاء الخطاب الذي كان من المقرر أن يُلقى افتراضياً يوم الإثنين خلال مؤتمر "كارنيغي للسياسات النووية"، وذلك بعد أن رفضت البعثة الإيرانية شرط المنظمين بفتح المجال للأسئلة بعد الكلمة. هذا القرار دفع البعثة الإيرانية إلى سحب مشاركتها، مما أثار تساؤلات حول مستقبل العلاقات الإيرانية الأمريكية في سياق المفاوضات النووية.
نص الخطاب المقرر
على الرغم من إلغاء الخطاب، قامت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة بمشاركة نص الكلمة المقررة مع مجلة "نيوزويك". وقد تضمن الخطاب إشارات قوية حول الفرص الاستثمارية الكبيرة التي قد تنجم عن اتفاق نووي محتمل مع واشنطن. حيث أكد نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن إيران لم تعارض يوماً التعاون الاقتصادي والعلمي مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن العائق كان دائماً سياسات الإدارات الأمريكية السابقة التي تأثرت بمصالح جماعات الضغط الخاصة.
فرص الاستثمار في إيران
أحد النقاط البارزة في الخطاب هو الإشارة إلى الفرص الاستثمارية التي قد تصل إلى تريليون دولار، والتي ستكون مفتوحة أمام الشركات الأمريكية، خاصة تلك التي تسهم في توليد الكهرباء النظيفة. هذا التصريح يعكس رغبة إيران في جذب الاستثمارات الأجنبية، ويعبر عن استعدادها للتعاون في مجالات الطاقة المتجددة، مما قد يسهم في تحسين صورتها الاقتصادية على الساحة الدولية.
المشاريع النووية الإيرانية
علاوة على ذلك، أشار عراقجي إلى خطط إيران لبناء 19 مفاعلاً نووياً جديداً، مما سيفتح المجال لعقود بمليارات الدولارات. هذه المشاريع قد تُحدث نقلة نوعية في الصناعة النووية الأمريكية المتعثرة، حيث يمكن أن توفر فرص عمل وتكنولوجيا جديدة، مما يعزز التعاون بين البلدين في هذا المجال الحيوي.
تقدم المفاوضات النووية
رغم التوترات المستمرة بين واشنطن وطهران، إلا أن الجانبين أحرزا تقدماً في جولتين من المفاوضات غير المباشرة بهدف إحياء الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس ترامب عام 2018. هذا التقدم يشير إلى إمكانية الوصول إلى حلول وسط، رغم التحديات السياسية التي تواجه الطرفين.
تصريحات ترامب حول إيران
تزامن الكشف عن الخطاب مع تصريحات للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي أبدى عدم استعجاله لأي عمل عسكري ضد إيران، معرباً عن رغبته في رؤية إيران "تزدهر طالما لا تسعى لامتلاك سلاح نووي". هذا التصريح يعكس تحولاً في الخطاب الأمريكي تجاه إيران، ويعزز من موقف طهران التي تؤكد دائماً أنها لا تسعى لامتلاك سلاح نووي.
الخاتمة
إن إلغاء الخطاب الإيراني في مؤتمر "كارنيغي للسياسات النووية" يسلط الضوء على التعقيدات التي تحيط بالعلاقات الإيرانية الأمريكية، ويعكس التحديات التي تواجه المفاوضات النووية. ومع ذلك، فإن الفرص الاستثمارية والمشاريع النووية المحتملة قد تفتح آفاقاً جديدة للتعاون بين البلدين، مما يستدعي متابعة دقيقة للتطورات المستقبلية في هذا السياق.