يوم الشهيد الفيلي: تكريم للتضحيات واعتراف بالجرائم
في يوم 2 نيسان من كل عام، يحتفل العراق بذكرى يوم الشهيد الفيلي، وهو يوم يرمز إلى تكريم الشهداء من الكرد الفيليين الذين عانوا من أبشع الجرائم خلال فترة النظام الدكتاتوري. وقد شهد هذا اليوم في عام 2023 استقبال رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، لمجموعة من ذوي الشهداء، حيث تم التأكيد على أهمية استحضار ذكرى تلك الجرائم التي ارتكبها النظام السابق.
تذكير بالجرائم التاريخية
في بيانه، أشار السوداني إلى أن هذا اليوم يجب أن يكون مناسبة لاستذكار الجرائم التي ارتكبها النظام الدكتاتوري بحق الكرد الفيليين، الذين كانوا ضحية للتهجير والإخفاء القسري. فقد تم استخدام العديد منهم كأدوات تجارب في مختبرات الأسلحة الجرثومية، مما أدى إلى فقدان الآلاف من الأرواح. هذا التذكير ليس مجرد استذكار للماضي، بل هو دعوة للتأكيد على أهمية العدالة والمحاسبة.
الالتزام بالمواطنة وحقوق الإنسان
أكد السوداني على التزام الحكومة بمبدأ المواطنة وحقوق الإنسان، مشددًا على ضرورة أن تبقى جرائم الاستبداد والانتهاكات القمعية حاضرة في أذهان الأجيال القادمة. فالتاريخ يجب أن يُدرس ويُفهم، حتى لا تتكرر مثل هذه الجرائم تحت أي عنوان آخر. كما أشار إلى أن الممارسات الإرهابية التي حدثت بعد عام 2003 تعيد إلى الأذهان تلك الجرائم، مما يستدعي ضرورة العمل على استكمال إجراءات القوانين المنصفة للضحايا.
خطوات ملموسة نحو العدالة
في إطار الجهود المبذولة لتحقيق العدالة، أعلن السوداني عن استمرار عملية المحاسبة والملاحقة للمتورطين في هذه الجرائم. وقد تم بالفعل إلقاء القبض على عدد من أزلام النظام السابق، مما يعكس التزام الحكومة بمحاسبة كل من ساهم في تلك الانتهاكات. كما تم تخصيص قطعة أرض لمقبرة الشهداء الفيليين، تخليدًا لذكراهم.
دعم حقوق الكرد الفيليين
تعمل الحكومة على تعزيز حقوق الكرد الفيليين من خلال إنشاء استشاري لشؤونهم، وتوجيهات لإقرار يوم 2 نيسان كيوم رسمي للشهيد الفيلي. كما تم إصدار توجيهات لمتابعة قضايا إصدار الجنسية وتصحيح المعاملات، مما يعكس الجهود المبذولة لإعادة الحقوق المسلوبة.
تعزيز التنمية والفرص
لم يقتصر اهتمام الحكومة على الجوانب القانونية فقط، بل تم توجيه محافظتي ديالى وواسط بإعمار المناطق السكنية التاريخية وتخصيص فرص عمل لأبناء المكون الفيلي. هذا يعكس رؤية شاملة تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية وتعزيز التنمية المستدامة.
خاتمة
إن ما تقدمه الحكومة لذوي الشهداء الفيليين هو جزء من واجباتها تجاه تضحياتهم الغالية. يوم الشهيد الفيلي ليس مجرد ذكرى، بل هو دعوة للتفكير في الماضي، والعمل من أجل مستقبل أفضل، حيث يتمتع جميع المواطنين بحقوقهم كاملة، ويُحترم تاريخهم وتضحياتهم. إن الاعتراف بالجرائم والمضي قدمًا نحو العدالة هو الطريق الوحيد لبناء مجتمع متماسك وقوي.