شركة داسو تسعى لرفع إنتاج طائرات رافال المقاتلة

تعزيز الإنتاج الدفاعي: طائرات رافال الفرنسية في صميم الاستراتيجية الأوروبية

تتجه الأنظار نحو شركة «داسو للطيران» الفرنسية، التي تسعى لزيادة إنتاج طائراتها المقاتلة «رافال» في ظل الظروف الجيوسياسية المتغيرة. جاء ذلك في تصريحات رئيسها التنفيذي إريك ترابييه، بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن نية بلاده تعزيز طلبات الشراء. هذا التحرك يعكس التوجه الأوروبي العام نحو تعزيز القدرات الدفاعية في مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة.

السياق الجيوسياسي

تسعى الدول الأوروبية، بما في ذلك فرنسا، إلى تعزيز إنفاقها الدفاعي وزيادة إنتاج الأسلحة، خاصة في ظل الانسحاب الأمني الأميركي المحتمل والتهديدات الروسية المرتبطة بالحرب في أوكرانيا. هذه الظروف دفعت ماكرون إلى التأكيد على أهمية تسريع طلبات شراء طائرات رافال، مما يعكس التزام فرنسا بتعزيز قوتها العسكرية.

زيادة الإنتاج

أشار ترابييه إلى أن شركة داسو للطيران قد زادت إنتاجها من طائرات رافال من طائرة واحدة شهرياً في عام 2020 إلى أكثر من طائرتين شهرياً هذا العام. ويعمل الفريق على تسريع وتيرة الإنتاج بالتعاون مع الموردين، حيث يخططون لتسليم ثلاث طائرات شهرياً في العام المقبل، مع إمكانية زيادة العدد إلى أربع طائرات بين عامي 2028 و2029. كما أبدى ترابييه استعداد الشركة لزيادة الإنتاج إلى خمس طائرات شهرياً، مما يعكس استجابة سريعة لاحتياجات السوق.

الطلبات المستقبلية

على الرغم من عدم وجود طلبات محددة حتى الآن، فإن داسو للطيران تسعى لتكون جاهزة لتلبية أي زيادة في الطلبات. وقد أشار ترابييه إلى أن الشركة مستعدة أيضاً لتقديم خدماتها لأي دولة قد تعيد النظر في طلباتها لطائرات «إف – 25» الأميركية، مما يعكس مرونة الشركة واستعدادها للتكيف مع المتغيرات في السوق الدفاعي.

الوضع الحالي للقوات الجوية الفرنسية

في العام الماضي، كانت القوات الجوية الفرنسية تمتلك 108 طائرات رافال، بينما كانت البحرية تمتلك 41 طائرة. ومن المقرر أن تتسلم فرنسا 56 طائرة إضافية قبل إعلان ماكرون عن زيادة الطلبات. وقد أكد وزير الدفاع الفرنسي الشهر الماضي أن سلاح الجو بحاجة إلى ما بين 20 و30 طائرة رافال إضافية لمواجهة أي طارئ، مما يعكس الحاجة الملحة لتعزيز القدرات الدفاعية.

الخاتمة

تعتبر طائرات رافال رمزاً للقوة الجوية الفرنسية، وزيادة إنتاجها تعكس التزام فرنسا بتعزيز قدراتها الدفاعية في ظل التحديات الأمنية المتزايدة. إن التحركات الحالية من قبل الحكومة والشركة تشير إلى استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة، مما يجعل من الضروري متابعة التطورات في هذا المجال عن كثب.