السبت, يونيو 21, 2025
الرئيسيةعبريأوهام نتنياهو: هل يمكن للتفاوض تحت الضغط أن يحرر المحتجزين؟ | سياسة

أوهام نتنياهو: هل يمكن للتفاوض تحت الضغط أن يحرر المحتجزين؟ | سياسة

القدس المحتلة: أزمة المحتجزين الإسرائيليين والحرب على غزة

تُعتبر قضية المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة في غزة محورًا رئيسيًا للنقاش العام في إسرائيل، ولكنها ليست السبب الحقيقي وراء تصعيد الحكومة الإسرائيلية للحرب على غزة. فبينما يتصاعد الجدل حول مصير هؤلاء المحتجزين، يتجاهل الكثيرون السؤال الأهم: ماذا سيحدث بعد انتهاء الحرب؟ هذا السؤال الذي يتهرب منه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يعكس عمق الأزمة السياسية والعسكرية التي تواجهها إسرائيل.

تصعيد الحرب: دوافع سياسية

في ظل الاحتجاجات المتزايدة في الشارع الإسرائيلي والمطالبات بإعادة المحتجزين "بأي ثمن"، قرر نتنياهو استئناف الحرب رغم المخاطر المحتملة على حياة المحتجزين. وقد أجمعت الأوساط الإسرائيلية على أن الضغط العسكري لم يسهم في تحرير المحتجزين، بل إن إعادة هؤلاء المحتجزين تمت عبر المفاوضات، مما يبرز عدم جدوى الحلول العسكرية.

يقول الصحفي يوسي ميلمان إن استئناف الحرب يعكس دوافع سياسية بحتة، حيث يسعى نتنياهو إلى خلق حالة طوارئ دائمة لضمان بقائه في السلطة. ويشير إلى أن الغارات الجوية لن تعيد المحتجزين، بل قد تعرض حياة العديد منهم للخطر، مما يزيد من تعقيد الموقف.

ورقة المحتجزين: لعبة سياسية

انتقد المؤرخ الإسرائيلي أفي شيلون الحكومة بسبب انتهاكها لوقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن المحتجزين أصبحوا ورقة مساومة في المفاوضات حول مستقبل غزة. ورغم الضغوط العسكرية، فإن حماس لا تزال تسيطر على الوضع، وهي مستعدة لإعادة المحتجزين مقابل انسحاب إسرائيل من غزة. هذا الوضع يعكس عدم قدرة إسرائيل على تحقيق نصر حاسم دون احتلال القطاع والسيطرة عليه.

الأوهام والتضليل

يرى ميخائيل ميلشتاين أن الحكومة الإسرائيلية تواصل الترويج لأوهام حول إمكانية الإطاحة بنظام حماس وإطلاق سراح المحتجزين، دون تقديم الحقائق الصعبة للجمهور. ويشير إلى أن العودة للقتال تعكس استمرار هذه الأوهام، حيث لا توجد استراتيجية واضحة للتعامل مع الوضع في غزة.

يؤكد ميلشتاين أن القوة العسكرية لن تؤثر على قرارات حماس بشأن المحتجزين، وأن الخيارات المتاحة أمام إسرائيل جميعها سيئة. وبالتالي، يجب على الحكومة أن تختار الأقل سوءًا، مع إدراك أن انهيار نظام حماس يتطلب احتلال غزة لفترة طويلة، وهو ما قد لا تكون إسرائيل مستعدة له حاليًا.

الخاتمة

تتداخل الأبعاد العسكرية والسياسية في أزمة المحتجزين الإسرائيليين والحرب على غزة، مما يعكس تعقيد الوضع في المنطقة. بينما يسعى نتنياهو إلى تحقيق أهدافه السياسية من خلال تصعيد الحرب، يبقى مصير المحتجزين معلقًا في الهواء، مما يطرح تساؤلات حول الاستراتيجيات المستقبلية لإسرائيل في التعامل مع حماس. إن فهم هذه الديناميكيات هو أمر ضروري لتقدير الأبعاد الحقيقية للصراع وتأثيره على مستقبل المنطقة.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة