الجمعة, مارس 14, 2025
الرئيسيةعبريتنازلات زيلينسكي الأخيرة: هل ستضمن بقائه في السلطة؟ | سياسة

تنازلات زيلينسكي الأخيرة: هل ستضمن بقائه في السلطة؟ | سياسة

مشادة المكتب البيضاوي: صراع زيلينسكي وترامب

في 28 فبراير/شباط الماضي، شهد المكتب البيضاوي مشادة غير مألوفة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. كان الجدل يدور حول سياسات كييف تجاه الحرب مع روسيا، وانتهى بإعلان ترامب تعليق التواصل مع زيلينسكي حتى يغير موقفه. هذه الحادثة لم تكن مجرد مشادة عابرة، بل كانت بداية لجدل سياسي عميق حول مستقبل زيلينسكي في منصبه.

تصاعد الضغوط في واشنطن

منذ تلك المشادة، تصاعد الحديث في واشنطن حول ضرورة تنحي زيلينسكي، وهو ما بدا أنه مدفوع برؤية ترامب لإنهاء الحرب الأوكرانية وفق شروط مواتية له. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل تسعى إدارة ترامب حقًا للإطاحة بزيلينسكي، أم أن هذه الضغوط مجرد محاولة لتحقيق مصالح سياسية، مثل ورقة تعليق المساعدات العسكرية؟

ترامب وزيلينسكي: تاريخ من التوتر

علاقة ترامب وزيلينسكي لم تكن سهلة منذ البداية. فقد بدأت بتواصل هاتفي مثير للجدل في عام 2019، حيث طلب ترامب من زيلينسكي فتح تحقيق في أنشطة هانتر بايدن، نجل المرشح الديمقراطي جو بايدن. هذا الطلب أثار فضيحة سياسية كبرى وأدى إلى إطلاق إجراءات عزل ترامب، مما أثر سلبًا على صورته السياسية. ومع مرور الوقت، استمر التوتر بين الرجلين، حيث اعتبر ترامب زيلينسكي تجسيدًا لكابوس سياسي يلاحقه.

محادثات سرية مع معارضي زيلينسكي

في 6 مارس/آذار، أفادت تقارير بأن أعضاء من إدارة ترامب أجروا مناقشات سرية مع معارضي زيلينسكي، بما في ذلك شخصيات بارزة مثل يوليا تيموشينكو وبيترو بوروشينكو. كانت المناقشات تركز على إمكانية إجراء انتخابات رئاسية سريعة في أوكرانيا، حيث كان هناك اعتقاد بأن زيلينسكي سيخسر أي تصويت بسبب تداعيات الحرب والفساد المستشري.

الدستور الأوكراني وحقائق الانتخابات

رغم الضغوط، يعتمد زيلينسكي على الدستور الأوكراني الذي يمنع إجراء الانتخابات أثناء الأحكام العرفية. منذ بداية الحرب، أعلن زيلينسكي الأحكام العرفية، مما يمنحه شرعية قانونية للبقاء في السلطة. ومع ذلك، فإن الوضع السياسي في أوكرانيا معقد، حيث يواجه زيلينسكي تحديات كبيرة في ظل الحرب المستمرة.

هل من بديل لزيلينسكي؟

رغم الضغوط الأميركية والروسية، لا يبدو أن هناك بديلًا جاهزًا لزيلينسكي. استطلاعات الرأي تشير إلى أن نسبة كبيرة من الأوكرانيين لا يزالون يدعمون زيلينسكي، بينما الشخصيات المعارضة التي تواصلت معها إدارة ترامب لا تحظى بشعبية كبيرة. هذا يعكس عدم وجود توافق سياسي واضح حول من يمكن أن يحل محل زيلينسكي.

قبول زيلينسكي بوقف إطلاق النار

قبول زيلينسكي بوقف إطلاق النار خلال محادثات السعودية قد يُفسر على أنه خطوة نحو إنهاء الضغوط الأميركية، لكن هناك من يرى أن هذه الخطوة قد تكون بداية لمفاوضات حول تنحيته. الكرملين يعتبر الإطاحة بزيلينسكي هدفًا استراتيجيًا، مما يزيد من تعقيد الوضع.

محاولة النزول من الشجرة

بعد المشادة في المكتب البيضاوي، أبدى زيلينسكي مقاومة للمطالب الأميركية، لكنه بدأ في التراجع بعد الضغوط المتزايدة. أشار إلى استعداده للعمل مع ترامب من أجل السلام، مما يعكس تغيرًا في موقفه. ومع ذلك، فإن الدعم الداخلي له بدأ يتلاشى، حيث يطالب الكثيرون بإصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة.

فرصة ضئيلة للبقاء

في ظل التحالف المحتمل بين ترامب وبوتين للإطاحة بزيلينسكي، يبدو أن فرص الأخير في البقاء في منصبه تتقلص. ومع ذلك، فإن التاريخ يظهر أن ترامب قد يغير مواقفه بشكل مفاجئ، مما يفتح المجال أمام زيلينسكي لإعادة بناء علاقته مع الإدارة الأميركية.

الخاتمة

تظل الأوضاع في أوكرانيا معقدة، حيث يتداخل الصراع الداخلي مع الضغوط الخارجية. زيلينسكي، رغم التحديات، لا يزال يحاول الحفاظ على منصبه، لكن المستقبل يبقى غامضًا في ظل التحولات السياسية السريعة.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة