الجمعة, مارس 14, 2025
الرئيسيةعبريترامب يقضي على ما تبقى من النفوذ الفرنسي المتراجع

ترامب يقضي على ما تبقى من النفوذ الفرنسي المتراجع

ماكرون في البرتغال: تحديات أوروبا في ظل إدارة ترامب

في 28 فبراير 2025، كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في البرتغال، حيث كانت الأجواء مشحونة بالتوترات السياسية والاقتصادية التي تعصف بأوروبا. جاءت زيارته في وقت حرج، حيث كان الاتحاد الأوروبي يواجه تحديات جسيمة، أبرزها تأثيرات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على المشروع الأوروبي المشترك. في هذا السياق، يمكننا أن نتناول عدة جوانب تتعلق بتأثير ترامب على أوروبا، ودور ماكرون في محاولة الحفاظ على نفوذ فرنسا في الساحة الدولية.

تأثير ترامب على الاتحاد الأوروبي

لم يكن تأثير ترامب على الاتحاد الأوروبي مجرد تصريحات، بل كان له تداعيات حقيقية على العلاقات بين الدول الأعضاء. فقد صرح ترامب بأن "الاتحاد الأوروبي تم تأسيسه للإضرار بالولايات المتحدة"، مما أثار ردود فعل سريعة من المفوضية الأوروبية، التي أكدت أن الاتحاد كان نعمة للولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن هذا الرد لم يكن كافيًا لمواجهة المخاوف المتزايدة بشأن مستقبل الاتحاد في ظل التوترات الجيوسياسية، خاصة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

ماكرون: سعي للحفاظ على النفوذ الأوروبي

رغم وصف ماكرون لسنوات ولايته الثانية بـ"البطة العرجاء"، إلا أنه سعى جاهدًا لاستثمار علاقته مع ترامب. كان هدفه هو التأثير على قرار واشنطن بشأن المفاوضات مع موسكو حول أوكرانيا، حيث كان يأمل في تجنب اتفاق "استسلام" بين كييف وموسكو. التقى ماكرون بالمستشار الألماني المقبل، فريديريش ميرز، في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من النفوذ الأوروبي في هذه الأزمة.

الضمانات الأمنية: ضرورة ملحة

تعتبر الضمانات الأمنية التي تطالب بها فرنسا في أي صفقة مع روسيا أمرًا حيويًا، ليس فقط لأمن أوكرانيا، بل لأمن القارة الأوروبية ككل. وقد طرح ماكرون إمكانية إرسال جنود فرنسيين إلى أوكرانيا، في خطوة تعكس الحاجة الملحة لبناء درع أمني أوروبي. هذه الخطوة تأتي في وقت يتزايد فيه الحديث عن ضرورة إنشاء جيش أوروبي موحد، وهو ما كان ماكرون قد نادى به في عدة مناسبات.

تراجع النفوذ الفرنسي

على الرغم من الجهود التي بذلها ماكرون، إلا أن هناك تراجعًا ملحوظًا في النفوذ الفرنسي على الساحة الدولية. فقد فقدت فرنسا تأثيرها في العديد من مستعمراتها السابقة، خاصة في أفريقيا، حيث تراجع دورها بشكل كبير. كما أن الصعود المستمر لليمين المتطرف في أوروبا، بما في ذلك فرنسا، يثير تساؤلات حول قدرة البلاد على مواجهة التحديات الدولية.

فشل ماكرون في بناء جيش أوروبي موحد

يعتبر فشل ماكرون في إقناع الدول الأوروبية، وخاصة ألمانيا، بإنشاء جيش أوروبي موحد أحد الأسباب الرئيسية لتراجع النفوذ الفرنسي. فبينما تفضل ألمانيا الاعتماد على الحماية الأمريكية، فإن فرنسا تجد نفسها في موقف ضعيف، مما يؤثر على قدرتها على التأثير في مجريات الأحداث، خاصة فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية.

استراتيجية التأثير عبر القانون

في محاولة لتعويض تراجع النفوذ العسكري، أطلقت فرنسا استراتيجية "التأثير عبر القانون"، التي تهدف إلى تعزيز القيم الفرنسية والأوروبية من خلال القانون. ومع ذلك، فإن هذه الاستراتيجية تواجه انتقادات بأنها تفتقر إلى المضمون الفعلي، ولا تعكس سوى تزايد التحديات التي تواجهها فرنسا في الساحة الدولية.

الخاتمة

تظل زيارة ماكرون إلى البرتغال في 28 فبراير 2025 رمزًا للتحديات التي تواجهها أوروبا في ظل إدارة ترامب. ورغم الجهود التي يبذلها ماكرون للحفاظ على النفوذ الفرنسي، فإن التحديات الداخلية والخارجية تجعل من الصعب عليه تحقيق أهدافه. في ظل هذه الظروف، يبقى مستقبل الاتحاد الأوروبي معلقًا على نتائج المفاوضات مع روسيا، وعلى قدرة الدول الأعضاء على التوحد لمواجهة التهديدات المشتركة.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة