تتزايد الأزمات الإنسانية في قطاع غزة، حيث تتصاعد الانتقادات الدولية لممارسات “إسرائيل” ضد الفلسطينيين. في هذا السياق، جاءت كلمة سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة، باربرا وودوارد، خلال جلسة لمجلس الأمن، لتسلط الضوء على هذه الانتهاكات. واعتبرت وودوارد أن “آلية توزيع المساعدات الإسرائيلية في غزة غير إنسانية، ولا فعالة، وخطيرة”، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي يطلق النار على المدنيين الفلسطينيين بشكل شبه يومي، مما يعكس الوضع المأساوي الذي يعاني منه السكان.
في تعقيبها على كلمة وودوارد، أشادت ألبانيز، مقررة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بفلسطين، بالبيان القوي الذي أدلت به السفيرة البريطانية. وأكدت على ضرورة أن تتخذ المملكة المتحدة والحكومات الأخرى خطوات فعلية، مثل فرض عقوبات على “إسرائيل”، لتطبيق أقوالها ضد الوحشية التي تُمارس ضد الشعب الفلسطيني. هذه الدعوات تعكس تزايد الوعي الدولي حول الأوضاع الإنسانية في غزة، وتسلط الضوء على الحاجة الملحة للتحرك الفوري.
منذ 27 مايو/ أيار الماضي، بدأت “إسرائيل” تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر “مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية”، وهي جهة مدعومة إسرائيليا وأمريكيا، لكنها مرفوضة من الأمم المتحدة. هذا الإجراء يعكس تجاهل “إسرائيل” للمعايير الإنسانية الدولية، ويزيد من تعقيد الوضع الإنساني في القطاع. في الوقت نفسه، تواصل “إسرائيل” إغلاق معابر القطاع بشكل كامل أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الصحية والغذائية.
وفقًا لوزارة الصحة في غزة، ارتفعت حصيلة وفيات الجوع وسوء التغذية منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 113 فلسطينيًا، بينهم 81 طفلًا. هذه الأرقام تعكس مأساة إنسانية حقيقية، حيث يعاني الأطفال والنساء بشكل خاص من تداعيات الإبادة الجماعية التي تُمارس في القطاع. وقد خلفت هذه الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 203 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني.
إن الوضع في غزة يتطلب تحركًا دوليًا عاجلاً، حيث أن استمرار هذه الانتهاكات سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية. إن دعوات ألبانيز وودوارد تعكس الحاجة الملحة لتوحيد الجهود الدولية من أجل إنهاء هذه المأساة، والعمل على تحقيق العدالة والسلام للشعب الفلسطيني. إن الأمل في تحقيق تغيير حقيقي يتطلب من المجتمع الدولي أن يتجاوز الكلمات إلى الأفعال، وأن يفرض عقوبات حقيقية على منتهكي حقوق الإنسان في المنطقة.
في الختام، يبقى السؤال مطروحًا: هل ستستجيب الحكومات الدولية لهذه الدعوات وتتحرك لإنهاء المعاناة الإنسانية في غزة؟ إن الأمل في تحقيق السلام والعدالة يتطلب من الجميع العمل معًا، لتحقيق مستقبل أفضل للشعب الفلسطيني.