الاجتماع الأول بين أحمد الشرع ومبعوث بوتين: ثلاثة طلبات رئيسية
في خطوة تعكس التغيرات السياسية في سوريا، عقد الاجتماع الأول بين الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع ومبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقد نقلت وكالة رويترز عن مصادر سورية وروسية ودبلوماسية تفاصيل هذا الاجتماع، الذي شهد تقديم الشرع لثلاثة طلبات رئيسية تتعلق بمستقبل العلاقات السورية الروسية.
الطلبات المالية: مليارات الدولارات وإسقاط الديون
كان الطلب الأول الذي قدمه الشرع هو الحصول على مليارات الدولارات لدعم الاقتصاد السوري المتعثر. في ظل التقديرات التي تشير إلى أن إعادة إعمار سوريا ستكلف حوالي 400 مليار دولار، يسعى الشرع إلى إعادة التفاوض بشأن عقود التأجير التي منحها الأسد لموسكو، والتي تشمل قاعدة طرطوس وقاعدة حميميم. كما طالب بإلغاء الديون السورية المستحقة لموسكو، والتي تتراوح قيمتها بين 20 و23 مليار دولار، وهو ما يعكس الحاجة الملحة لتخفيف الأعباء المالية عن كاهل الحكومة السورية.
مستقبل بشار الأسد: قضية حساسة
الطلب الثاني كان يتعلق بمستقبل بشار الأسد، الذي لا يزال متواجدًا في روسيا. رغم أن الشرع لم يطرح عودة الأسد كشرط رئيسي لاستئناف العلاقات مع روسيا، إلا أن القضية تبقى حساسة. وقد أكد مصدر روسي بارز أن موسكو لن تسلم الأسد لأي طرف، مما يعكس التزام روسيا بتحالفاتها القديمة. في هذا السياق، يبدو أن روسيا تسعى للحفاظ على استقرار الوضع في سوريا من خلال دعم النظام الحالي، رغم الضغوطات الدولية.
إعادة الأموال السورية: قضية معقدة
أما الطلب الثالث، فكان يتعلق بإعادة الأموال السورية التي يُعتقد أنها هربت إلى روسيا خلال فترة حكم الأسد. ومع ذلك، نفى الوفد الروسي وجود أي أموال من هذا النوع، مما يضيف تعقيدًا آخر إلى العلاقات بين البلدين. هذه القضية تعكس التوترات المحتملة بين دمشق وموسكو، حيث يسعى الشرع إلى استعادة ما يعتبره حقًا لسوريا.
الدعم الروسي: بين المساعدات الإنسانية والالتزامات المالية
في ظل هذه الطلبات، يبقى الدعم الروسي مسألة محورية. بينما تسعى دمشق للحصول على دعم مالي ودبلوماسي، يبدو أن موسكو تفضل تقديم مساعدات إنسانية بدلاً من تحمل المسؤوليات المالية الكبيرة. وقد عرض بوتين استخدام القواعد الروسية كمراكز لتوزيع المساعدات، لكن لم يتم نقل أي مساعدات عبر هذه القواعد حتى الآن، مما يثير تساؤلات حول فعالية هذا العرض.
الخاتمة: آفاق العلاقات السورية الروسية
تتجه العلاقات السورية الروسية نحو مرحلة جديدة من التفاوض، حيث يسعى الشرع إلى تحقيق توازن بين الحفاظ على القواعد الروسية في سوريا والحصول على الدعم المالي اللازم لإعادة الإعمار. ومع استمرار التوترات حول مستقبل الأسد وإعادة الأموال، يبقى السؤال مفتوحًا حول كيفية تطور هذه العلاقات في المستقبل. إن التحديات التي تواجهها سوريا تتطلب استجابة فعالة من جميع الأطراف المعنية، مما يجعل المرحلة القادمة حاسمة في تحديد مصير البلاد.