في وقت مبكر من موسم 2023، بدأ “آرون لينهاردت” في سؤال الضاربين في فريق “نيويورك يانكيز” عن ما يحتاجونه لتحسين أدائهم. كان لينهاردت منسقاً لضربات الدرجة الثانية للفريق، ومع تراجع معدل الضرب في الدوري في العام السابق لأدنى مستوى له منذ أكثر من نصف قرن، اقترب لينهاردت من هذا الربيع بسؤال محدد: كيف يمكن للهجوم أن يواكب في عصر تهيمن عليه الرميات؟
قال لينهاردت: “كان اللاعبون يشعرون بالإحباط بسبب تطور الرميات بشكل كبير”.
ترك لينهاردت، الأستاذ المتخصص في الفيزياء والمتخرج من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، والأستاذ في جامعة ميشيغان لمدة سبع سنوات، المجال الأكاديمي للرياضة خصوصاً لحل مثل هذه المشاكل. وعندما تحدث مع المزيد من اللاعبين، بدأت ملامح حل تتكشف. مع وصول عدد الإخفاقات إلى أعلى مستوى له في كل الأوقات، أراد الضاربون مواجهة ذلك بزيادة التواصل. وكان أسهل طريقة لتحقيق ذلك، حسبما افترض لينهاردت، هي زيادة حجم جزء المضرب المخصص لضرب الكرات.
توسيع الجزء الأسطواني – الجزء العريض من المضرب الذي يولد أقوى وأكثر قدر من الضربات – بدا جيداً نظرياً. لكن التطبيق العملي لهذه الفكرة سيزيد من وزن المضرب ويبطئ سرعة الضرب، مما يلغي الفوائد التي يمكن أن يقدمها الجزء الأوسع.
بدأ لينهاردت في التفكير في المشكلة من زاوية مختلفة. تخيل، أخبر اللاعبين، أن لكل مضرب ميزانية من الخشب – وزن محدد (عادة حوالي 31 أو 32 أونصة) يتم توزيعه على طول محدد. كيف يمكنهم استثمار جزء كبير من تلك الميزانية على الجزء الأسطواني دون تقليل كفاءة بقية الأداة؟
الإجابة أدت إلى ما يمكن أن يكون أهم تطور في تقنية المضرب منذ جيل، عندما تخلى اللاعبون عن مضارب الرماد للمضارب المصنوعة من الخشب الصلب. إنشاء مضرب يشبه دبوس البولينج (المعروف أيضاً بمضرب الطوربيد) يعزز الأداة الأكثر أهمية في البيسبول عن طريق إعادة توزيع الوزن من طرف المضرب نحو المنطقة التي تبعد 6 إلى 7 بوصات عن رأسه، حيث يضرب اللاعبون عادة الكرة. فعل ذلك يأخذ أداة تشابهت لقرون ويمنحها مظهراً غريباً، حيث يكون الجزء العريض من المضرب أقرب إلى المقبض بينما ينحني الطرف نحو قطر أصغر، مثل دبوس البولينج.
ظهور المضرب الأبرز كان خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث عادل فريق “يانكيز” رقماً قياسياً في الدوري بعدد 15 ضربة على مدار أول ثلاث مباريات لهم. تسع من تلك الضربات جاءت من خمسة لاعبين في “يانكيز” الذين تبنوا أسلوب مضرب دبوس البولينج: “جاز تشيشولم جونيور” (ثلاثة)، “أنتوني فولبي” (اثنان)، “أوستن ويلز” (اثنان)، “كودي بلينجر” (واحد)، و”بول جولدشميت” (واحد). بدأت الضجة حول المضارب مباشرة بعد ملاحظة المذيع “مايكل كاي” لشكلها في البث المباشر، وبحلول نهاية عطلة الأسبوع، كان اللاعبون حول الدوري يتواصلون مع مصنعي المضارب للحصول على نسخة.
الهجوم الكبير لفريق “يانكيز” مع تقنيتهم الجديدة في الضربات على المدى الطويل لم يكن مفاجأة، إذ أن الفريق استثمر شديد في الأبحاث والتطوير على الأداة. ومع مرور الوقت، سيتم ملاحظة تأثيرها على جمهور البسبول عامةً، ويبدو أن هناك الكثير من الاهتمام من الفرق المنافسة لمعرفة كيفية تحقيق نفس النجاح.