مؤتمر حل الدولتين: خطوات ملموسة نحو تسوية قضية فلسطين

انطلق مؤتمر "حل الدولتين" في نيويورك، برئاسة سعودية فرنسية، ليجمع دولًا من مختلف أنحاء العالم حول قضية فلسطين. وقد تمحور المؤتمر حول اتخاذ "خطوات ملموسة" و"مرتبطة بإطار زمني ولا رجعة فيها" لتسوية النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي. وقد جددت فرنسا التزامها بالاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر، بينما أعلنت بريطانيا نيتها الاعتراف بفلسطين أيضًا، مما يعكس توافقًا دوليًا متزايدًا حول أهمية هذه القضية.

توافق دولي على حل الدولتين

شهد المؤتمر توافقًا دوليًا على أن حل الدولتين هو المسار الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق السلام في المنطقة. وقد تم التأكيد على أن قيام دولة فلسطينية هو مفتاح هذا السلام. كما تم فتح حوار مع عدد من الدول الأوروبية والآسيوية لدفعها للاعتراف بدولة فلسطين، مع التركيز على ضرورة الضغط على دول كبرى مثل ألمانيا وكندا واليابان للانضمام إلى هذا الجهد.

الوثيقة الختامية: إعلان نيويورك

صدرت الوثيقة الختامية للمؤتمر تحت اسم "إعلان نيويورك"، والتي دعت إلى اتخاذ إجراءات جماعية لإنهاء الحرب في قطاع غزة وتحقيق تسوية عادلة ودائمة للصراع. كما أكدت الوثيقة على أهمية إنشاء بنية أمنية إقليمية تضمن الأمن للجميع، ودعت إلى تشكيل لجنة إدارية انتقالية لإدارة شؤون غزة تحت مظلة السلطة الفلسطينية.

دعم السلطة الفلسطينية

رحبت الوثيقة بسياسة "دولة واحدة، حكومة واحدة، قانون واحد، سلاح واحد" التي تتبناها السلطة الفلسطينية. وأكدت على ضرورة أن تكون السلطة الفلسطينية الجهة الوحيدة المخولة بالحكم وإنفاذ القانون في جميع الأراضي الفلسطينية، مع دعم دولي مناسب. كما دعت حماس إلى إنهاء سيطرتها على غزة وتسليم أسلحتها للسلطة الفلسطينية.

دعوة لإسرائيل

دعا المؤتمر إسرائيل إلى إصدار التزام علني بحل الدولتين، بما يشمل دولة فلسطينية ذات سيادة. كما تم التأكيد على ضرورة وقف جميع أنشطة الاستيطان والاستيلاء على الأراضي وضمها للأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.

تصريحات وزراء الخارجية

أعرب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان عن أن مخرجات الوثيقة تعكس مقترحات شاملة، وتشكل إطارًا متكاملاً وقابلًا للتنفيذ. كما أكد على أهمية تأييد الوثيقة قبل ختام أعمال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

خطوات لإنهاء الحرب

أكد "إعلان نيويورك" أن تطبيق حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتلبية تطلعات الفلسطينيين والإسرائيليين. وقد جددت الدول المشاركة رفض أي إجراءات تؤدي إلى تغييرات إقليمية وديمغرافية، وإدانة جميع الهجمات على المدنيين.

دعم دولي متزايد

تجددت التزامات الدول المشاركة في المؤتمر، حيث أكدت فرنسا وبريطانيا على نواياهما للاعتراف بدولة فلسطينية. كما أشار وزراء خارجية دول أخرى إلى أهمية دعم حل الدولتين كسبيل لتحقيق السلام.

موقف الدول العربية

أعربت الدول العربية عن دعمها القوي لحل الدولتين، حيث أكد وزير الخارجية الإماراتي على ضرورة وقف الكارثة الإنسانية في غزة، بينما شدد وزير الخارجية المصري على أهمية تكثيف الجهود لوقف الحرب.

الخاتمة

يمثل مؤتمر "حل الدولتين" خطوة مهمة نحو تحقيق السلام في المنطقة، ويعكس توافقًا دوليًا متزايدًا حول ضرورة الاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة. إن التزام الدول المشاركة بخطوات ملموسة وإطار زمني محدد يعكس الأمل في تحقيق تسوية عادلة ودائمة للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.