حالة الغضب الشعبي تجاه مشاهير "البلوغرز" في مصر
تجاوزت الانتقادات العنيفة الموجهة إلى مشاهير "البلوغرز" وصناع المحتوى المصريين خانة الحالات الفردية لتصبح حالة من "الغضب الشعبي" العارم، مما يعكس ظاهرة غير مسبوقة في المجتمع المصري. فقد طالت حملة اعتقالات أمنية ستة بلوغرز في أقل من 72 ساعة، مما أثار حالة من الاحتقان تجاه العديد من مشاهير "التيك توك" في أوساط الرأي العام، خاصة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
سعار على المال واتجار بالبشر
يرى الكثيرون أن هؤلاء المشاهير يقدمون صورة سلبية للمجتمع المصري، ويعطون انطباعات غير حقيقية عن المرأة المصرية. تتجلى الأزمات الأخلاقية والسلوكية التي يتورط فيها هؤلاء البلوغرز بشكل متكرر، مما يثير قلق المجتمع. وقد أشار الكاتب الصحفي عزت إبراهيم إلى أن ما يحدث على "تيك توك" يمثل تهديدًا لجيل كامل، محذرًا من "سعار على المال بلا قيمة ولا قيم".
هجوم إعلامي وتحرك غير مسبوق
تصدرت برامج "التوك شو" المسائية المشهد، حيث قدم الإعلاميون مقدمات نارية تهاجم ظاهرة البلوغرز، واصفين إياها بأنها "مستنقع من الماء الآسن". وقد استشهد الإعلامي تامر أمين ببلوغر "سوزي الأردنية" كمثال على الشخصيات التي تروج لقيم سلبية، مشيرًا إلى أن نجاحها بمجموع 50% في الثانوية العامة يعكس عدم أهمية التفوق الدراسي.
في خطوة غير مسبوقة، تقدم 32 محاميًا في محافظة الجيزة ببلاغات ضد مشاهير البلوغرز، متهمين إياهم بالتعدي على القيم المجتمعية والانتهاك الحرمات.
تشويه للمرأة وتحرك برلماني
تعتبر الاتهامات الموجهة للبلوغرز بتشويه صورة المرأة المصرية من أخطر القضايا المطروحة. حيث يُظهر هؤلاء المشاهير المرأة بشكل غير أخلاقي، مما يثير قلق المجتمع. وقد دخل البرلمان المصري على خط الأزمة، حيث أعلنت النائبة مي غيث نيتها التقدم بطلب لإغلاق تطبيق "تيك توك"، معتبرة أن التطبيق أصبح تجمعًا للبلوغرز الذين يشكلون تهديدًا حقيقيًا للقيم المجتمعية.
حملة اعتقالات
اللافت أن الأخبار المتوالية حول القبض على مشاهير "تيك توك" لم تعد تثير جدلاً كما كان يحدث في السابق، بل أصبح هناك إجماع في الآراء حول جسامة السلوكيات المرفوضة. ومن بين من تم القبض عليهم مؤخرًا: "أم مكة"، "أم سجدة"، "سوزي الأردنية"، و"مروة يسري". تتوقع الأوساط أن تطال حملة الاعتقالات المزيد من الأسماء في المستقبل.
خاتمة
تتجلى حالة الغضب الشعبي تجاه مشاهير "البلوغرز" في مصر كظاهرة تعكس القلق المتزايد من تأثير هؤلاء على المجتمع. ومع تصاعد الانتقادات والحملات القانونية، يبدو أن المجتمع المصري يسعى إلى استعادة القيم والأخلاق التي يراها مهددة من قبل هذه الظاهرة.