الحوار كسبيل لحل أزمة البرنامج النووي الإيراني
أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن "الحوار هو السبيل الوحيد لحل أزمة البرنامج النووي"، مشيرًا إلى التنسيق المستمر بين طهران وموسكو وبكين في هذا الملف. تأتي هذه التصريحات في وقت حساس، حيث تتزايد الضغوط الدولية على إيران بشأن برنامجها النووي، مما يبرز أهمية الدبلوماسية كوسيلة لتجنب التصعيد.
خطة نقل اليورانيوم: إيران ترفض
في ظل الحديث عن خطة أميركية لنقل مخزون إيران من اليورانيوم إلى روسيا، ذكرت صحيفة الغارديان أن طهران تصر على إبقاء مخزونها داخل البلاد تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ورغم عدم صدور تأكيد رسمي من الجانب الإيراني، وصف دبلوماسيون هذه المقترحات بأنها "لا تزال محل أخذ ورد" بين الأطراف المعنية، مما يعكس تعقيد الموقف.
رسائل سعودية إلى طهران
في تطور آخر، سلم وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، رسالة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى المرشد الإيراني علي خامنئي خلال زيارته إلى طهران. وأكد خامنئي أن العلاقات بين السعودية وإيران "مفيدة للبلدين"، مشيرًا إلى استعداد طهران لدعم الرياض في مجالات متعددة، مما يعكس رغبة في تحسين العلاقات بين البلدين.
ترامب: لا لسلاح نووي إيراني
على الجانب الأميركي، شدد الرئيس السابق دونالد ترامب على رفضه القاطع لامتلاك إيران سلاحًا نوويًا، ملوحًا بخيارات عسكرية في حال فشل المسار الدبلوماسي. وقال ترامب: "إذا اضطررنا إلى القيام بشيء قاسٍ جداً، فسوف نفعله من أجل العالم بأسره"، مما يعكس التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة وإيران.
دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية
دخلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على خط الوساطة، حيث دعا مديرها العام رافائيل غروسي إلى أن تلعب الوكالة دورًا فاعلًا في المحادثات المقبلة. وأشار إلى أن "الوقت قصير للتوصل إلى اتفاق" وأن الملف النووي الإيراني يمر بمرحلة حاسمة، مما يزيد من أهمية تدخل الوكالة في هذه الأزمة.
إسرائيل تلوّح مجددًا
جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحذيراته، قائلاً إن "العمليات السرية والعلنية لإسرائيل أخرت البرنامج النووي الإيراني"، مؤكدًا أن تل أبيب "لن تسمح لإيران بامتلاك قنبلة نووية"، ومشككًا في نوايا طهران. تعكس هذه التصريحات القلق الإسرائيلي المستمر من البرنامج النووي الإيراني.
طهران: نحن جزء من الحل
في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية"، أكد الدبلوماسي الإيراني السابق محمد مهدي شريعتمدار أن "التحركات الدبلوماسية الحالية تعكس مكانة إيران كجزء من الحل"، مشددًا على أن بلاده وافقت على المفاوضات فقط بعد تخفيف واشنطن لهجتها العدائية. هذا يعكس تحولًا في الموقف الإيراني تجاه الحوار.
التفاوض تحت الضغط العسكري؟
مع الإعلان عن انعقاد الجولة الثانية من المحادثات في روما، وسط تعزيزات عسكرية أميركية مكثفة قرب السواحل الإيرانية، اعتبر شريعتمدار أن "الوجود العسكري الأميركي ليس جديدًا، ويُستخدم عادة كوسيلة ضغط في سياق التفاوض". هذا الوضع يزيد من تعقيد المفاوضات ويعكس التوترات الإقليمية.
البرنامج النووي: خطوط حمراء إيرانية
حول الجدل بشأن اليورانيوم المخصب، أكد شريعتمدار أن "إيران لن تقبل نقل مخزونها إلى الخارج"، معتبرًا أن كل أنشطة بلاده النووية تتم تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رغم تحفظات بعض الدول. هذه التصريحات تعكس التزام إيران بالحفاظ على سيادتها في هذا الملف.
عقدة إسرائيل مستمرة
وفي سياق العلاقة مع إسرائيل، أوضح شريعتمدار أن طهران "لا تعترف بإسرائيل، وتدعو لتحرير فلسطين"، مؤكدًا أن إيران ستواصل تطوير برنامجها النووي في إطار سلمي، مع التمسك بثوابتها الإقليمية والدولية. هذا الموقف يعكس التوتر المستمر بين إيران وإسرائيل.
الترقب سيد الموقف
مع اقتراب موعد الجولة الجديدة في روما، تبقى الأنظار مشدودة إلى ما ستسفر عنه التحركات المكثفة، وسط تساؤلات حول قدرة دبلوماسية الرسائل واللقاءات على تجنيب المنطقة سيناريوهات التصعيد. إن الحوار الدبلوماسي يبقى الأمل الوحيد لتجنب تصعيد الأوضاع في المنطقة، ولكن التحديات لا تزال قائمة.