السبت, يونيو 21, 2025
الرئيسيةعبريغواصة “ترايدنت” البريطانية: قادرة على تدمير 40 مدينة روسية | سياسة

غواصة “ترايدنت” البريطانية: قادرة على تدمير 40 مدينة روسية | سياسة

برنامج ترايدنت: الدرع النووي البريطاني

يُعتبر برنامج "ترايدنت" العمود الفقري للردع النووي البريطاني، حيث يتألف من أربع غواصات نووية (HMS Vanguard, Victorious, Vigilant, Vengeance) قادرة على حمل ما يصل إلى 16 صاروخاً باليستياً، كل منها مزود بـ 12 رأساً نووياً. هذا يعني أن غواصة واحدة فقط يمكنها إطلاق 192 رأساً نووياً دفعة واحدة، وهو ما يعادل القدرة على "إبادة 40 مدينة روسية". لضمان جاهزية هذه الغواصات في أي وقت، يجب أن تكون واحدة منها دائماً في مهمة بحرية، وهو ما يُعرف بمبدأ "الردع المستمر في البحر"، الذي يُعد أحد أركان السياسة الدفاعية البريطانية.

التحديات التي تواجه برنامج ترايدنت

رغم قوة برنامج ترايدنت، يواجه العديد من التحديات. الغواصات المستخدمة حالياً دخلت الخدمة في التسعينيات، مما يعني أنها تجاوزت عمرها الافتراضي (25 عاماً)، ومع ذلك، يتم تمديد فترة خدمتها حتى تدخل غواصات "Dreadnought" الجديدة الخدمة بعد عشر سنوات. كما سجل البرنامج حالات فشل في اختبارات إطلاق الصواريخ، مما أثار تساؤلات حول موثوقية النظام.

علاوة على ذلك، يُعتبر البرنامج مكلفاً للغاية، حيث يستهلك حوالي 6% من ميزانية الدفاع البريطانية (3 مليارات جنيه إسترليني سنوياً). كما أن الاعتماد على الولايات المتحدة في تصنيع وصيانة الصواريخ يثير مخاوف حول الاستقلالية الاستراتيجية البريطانية.

لكن، ما الذي يقلق روسيا؟

رغم التحديات التي يواجهها برنامج ترايدنت، تبقى قدراته التدميرية الهائلة مصدر قلق كبير للكرملين. فالصواريخ قادرة على الوصول إلى أهداف داخل روسيا، مثل موسكو، خلال 30 دقيقة فقط. كما أن الحجم الجغرافي الكبير لروسيا وضعف دفاعاتها الجوية يجعل من المستحيل عملياً صد هجوم بالصواريخ الباليستية من غواصات ترايدنت. سلاح بهذا الحجم يجبر موسكو على إعادة حساباتها عند اتخاذ أي خطوات استفزازية تجاه الغرب.

غواصات "Dreadnought" الجديدة: المستقبل النووي لبريطانيا

تستعد بريطانيا لاستبدال أسطولها الحالي بفئة جديدة من الغواصات تحت اسم "Dreadnought" (المدرعة البحرية)، والتي تتميز بتكنولوجيا متقدمة تجعل اكتشافها أصعب، مما يعزز قدرتها على البقاء في البحر لفترات أطول. لكن هذا الانتقال لن يحدث قبل عام 2035، بتكلفة تقدر بـ 31 مليار جنيه إسترليني.

الردع النووي كضمان للبقاء

رغم العمر المتقدم لأسطول ترايدنت والتحديات المتعلقة به، يبقى هذا البرنامج حجر الزاوية في استراتيجية الردع البريطانية. فقدرته على التأثير بشكل حاسم ضد أي تهديد تجعله عنصراً أساسياً، ليس فقط للدفاع عن المملكة المتحدة، ولكن أيضاً لتعزيز مكانتها في المشهد الجيوسياسي العالمي. وفي ظل التصعيد الروسي المتزايد، يدرك الكرملين أن غواصات ترايدنت ليست مجرد غواصات، بل هي "شبحٌ نووي" يجوب أعماق البحار ويثير مخاوف أعداء بريطانيا.

بهذا، يظل برنامج ترايدنت رمزاً للقوة والردع، رغم التحديات التي يواجهها، مما يعكس التزام بريطانيا بأمنها القومي ودورها في النظام الدولي.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة