الجمعة, مارس 14, 2025
الرئيسيةعلومعلاج جيني مبتكر “يحدث ثورة” في حياة الأطفال المولودين فاقدي البصر

علاج جيني مبتكر “يحدث ثورة” في حياة الأطفال المولودين فاقدي البصر

العلاج الجيني في مستشفى مورفيلدز: أمل جديد للأطفال المصابين بالعمى الوراثي

في عالم الطب الحديث، تبرز التجارب السريرية كأحد أبرز الآمال لعلاج الأمراض النادرة. ومن بين هذه التجارب، تبرز تجربة العلاج الجيني التي أجريت في مستشفى "مورفيلدز" للعيون في لندن، والتي أثبتت نجاحها في تحسين رؤية الأطفال المصابين بأحد أشد أشكال العمى في مرحلة الطفولة. من بين هؤلاء الأطفال، جيس، الذي وُلد بمرض نادر في العينين، والذي حصل على فرصة جديدة للحياة بفضل هذا العلاج المبتكر.

حالة جيس: من الظلام إلى النور

جيس، الطفل الذي يبلغ من العمر ست سنوات، وُلد بحالة نادرة تُعرف بمرض ليبر الخلقي، الناتج عن طفرة في جين يسمى AIPL1. هذه الحالة تؤدي إلى تدهور سريع في الرؤية منذ الولادة، مما يجعل الأطفال المصابين بها يعانون من العمى القانوني. عانت عائلة جيس من رحلة طويلة من البحث عن التشخيص الصحيح، حيث استغرق الأمر عشرة أشهر حتى تم تحديد حالته. لكن الأمل جاء عندما سمعوا عن تجربة علاج جيني تُجرى في لندن.

العلاج الجيني: خطوة نحو المستقبل

تمت العملية لجيس عندما كان في عامه الثاني، حيث تم حقن نسخ صحية من الجين المعيب في شبكية عينه. العملية كانت سريعة وسهلة، حيث تم إجراء جراحة بالمنظار أدت إلى إدخال الجينات الصحية عبر فيروس غير ضار. بعد العلاج، بدأت علامات التحسن تظهر بسرعة، حيث بدأ جيس في التحديق نحو الضوء لأول مرة، وهو ما كان غير ممكن له قبل العملية.

نتائج التجربة: تحسن ملحوظ

وفقًا للأطباء في مستشفى "مورفيلدز"، فإن جميع الأطفال الأربعة الذين خضعوا للعلاج أظهروا تحسنًا ملحوظًا في رؤيتهم. بينما كانوا سابقًا غير قادرين على التمييز بين الظلام والضوء، أصبح بعضهم الآن قادرًا على الرسم والكتابة. هذه النتائج ليست مجرد أرقام، بل هي تجارب حقيقية تعكس حياة جديدة للأطفال وعائلاتهم.

أهمية التدخل المبكر

يشدد البروفيسور جيمس باينبريدج، جراح شبكية العين، على أهمية التدخل المبكر في حالات العمى الوراثي. حيث أن ضعف البصر في مرحلة الطفولة يمكن أن يؤثر بشكل مدمر على نمو الأطفال وتطورهم. العلاج الجيني الجديد يقدم فرصة حقيقية لتحسين نوعية الحياة للأطفال الذين يعانون من هذه الحالات النادرة.

الأمل في المستقبل

تستمر الأبحاث والدراسات لتأكيد نتائج هذه التجربة الأولية، حيث يأمل العلماء في أن يكون هذا العلاج بداية لعلاج حالات أخرى من العمى الوراثي. إن النتائج التي تم الحصول عليها حتى الآن تعطي الأمل في أن التدخل المبكر يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في حياة الأطفال المصابين بأمراض العيون الوراثية.

الخاتمة

تجربة جيس في مستشفى "مورفيلدز" تمثل مثالًا حيًا على كيف يمكن للطب الحديث أن يغير حياة الأطفال المصابين بأمراض نادرة. إن الأمل الذي جلبه العلاج الجيني ليس فقط في تحسين الرؤية، بل في منح الأطفال فرصة للعيش حياة طبيعية ومليئة بالفرص. مع استمرار الأبحاث والتجارب، يمكن أن نرى مستقبلًا مشرقًا للأطفال الذين يعانون من هذه الحالات، حيث يصبح العلاج الجيني جزءًا من الحلول المتاحة لهم.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة