التحذيرات من الانهيار في صفوف الجيش الإسرائيلي
في 12 يوليو 2025، حذر جندي إسرائيلي يقاتل في غزة من "الانهيار" الذي يواجهه الجنود بسبب سياسة الاستنزاف التي تتبعها حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. هذا التحذير يعكس حالة من القلق المتزايد داخل الجيش الإسرائيلي، حيث أشار الجندي دان أورون في تصريحاته لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن نهج الاستنزاف في غزة يضغط على الجنود بشكل غير مسبوق، مما يؤدي إلى تدهور معنوياتهم.
انتقادات لسياسة الاستنزاف
انتقد أورون أيضًا إعفاء عشرات الآلاف من الحريديم، الذين يمثلون جزءًا كبيرًا من المجتمع الإسرائيلي، من الخدمة العسكرية. هذا الإعفاء يزيد من العبء على الجنود العلمانيين، مما يثير تساؤلات حول العدالة في توزيع الأعباء العسكرية. الحريديم، الذين يرفضون الخدمة العسكرية بدعوى أن دراستهم للتوراة تحمي الجنود، يعتبرون أن الاندماج في المجتمع العلماني يهدد هويتهم الدينية.
الاحتجاجات والمطالبات بالتجنيد
تجدر الإشارة إلى أن الحريديم قد بدأوا في الاحتجاج ضد الخدمة العسكرية بعد قرار المحكمة العليا في يونيو 2024، الذي ألزمهم بالتجنيد. كبار الحاخامات يدعون إلى رفض التجنيد، مما يعكس الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي حول هذه القضية. يمثل الحريديم نحو 13% من سكان إسرائيل، مما يجعل تأثيرهم على السياسة العسكرية واضحًا.
التحديات النفسية للجنود
في سياق متصل، أشار اللواء المتقاعد يسرائيل زيف إلى أن خلايا المقاومة التابعة لكتائب عز الدين القسام لا تزال قادرة على تنفيذ هجمات خاطفة، مما يزيد من الضغط على الجنود الإسرائيليين. تقرير إيطالي سلط الضوء على المعاناة النفسية العميقة التي يعيشها الجنود بعد مشاركتهم في الحرب على غزة ولبنان، حيث ارتفعت حالات الانتحار بشكل مقلق.
الإحصاءات المقلقة
وفقًا لصحيفة هآرتس، انتحر 42 جنديًا إسرائيليًا منذ بداية الحرب على غزة حتى مطلع يناير 2025. هذه الإحصاءات تعكس حجم الكارثة النفسية التي يعاني منها الجنود، في ظل تجاهل رسمي لهذه القضية. الجيش الإسرائيلي، بسبب نقص الجنود، يجند في الاحتياط مصابين بصدمات نفسية، مما يزيد من تعقيد الوضع.
الخسائر المتزايدة
تواجه القوات الإسرائيلية خسائر متزايدة في الأرواح والآليات داخل قطاع غزة، مما يزيد من الضغط على الحكومة والجيش. سياسة الاستنزاف التي تتبعها الحكومة لا تؤدي فقط إلى تدهور الحالة النفسية للجنود، بل تهدد أيضًا استقرار الجيش ككل.
الخاتمة
إن الوضع الحالي في غزة يعكس تحديات كبيرة تواجه الجيش الإسرائيلي، سواء من حيث الضغط النفسي على الجنود أو من حيث الانقسامات الاجتماعية داخل المجتمع. التحذيرات من الانهيار تشير إلى ضرورة إعادة النظر في السياسات العسكرية وتوزيع الأعباء، لضمان سلامة الجنود واستقرار المجتمع.