المناورة البرية للجيش الإسرائيلي في غزة: تصعيد عسكري وتحديات إنسانية
بدأ الجيش الإسرائيلي، منتصف الشهر الجاري، تنفيذ مناورة برية في مدينة غزة، تتضمن نشر أربع فرق عسكرية. تهدف هذه المناورة إلى الضغط على نحو مليون فلسطيني للنزوح جنوبًا باتجاه حي المواصي في خان يونس، وفقًا لتقارير صحيفة "يديعوت أحرونوت". تأتي هذه الخطوة في إطار تصعيد عسكري متزايد، حيث وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحرب بأنها "تدخل مرحلتها الحاسمة".
تفاصيل المناورة العسكرية
تتضمن المناورة البرية مراحل متعددة، حيث تعتمد سرعتها في المرحلة الأولى على وتيرة إخلاء السكان. وقد صرح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زمير، بأن الجيش بدأ بالفعل في دخول مناطق لم يتم دخولها سابقًا، مما يشير إلى تصعيد كبير في العمليات العسكرية. كما تم استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، مما يجعل هذه العملية أكبر تعبئة منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر 2023.
التحديات في تعبئة جنود الاحتياط
رغم التعبئة الكبيرة، تواجه القوات الإسرائيلية تحديات في جذب جنود الاحتياط. تشير التقارير إلى أن العديد من الجنود قد طلبوا إعفاءات لأسباب شخصية أو مالية، مما أدى إلى انخفاض نسبة الحضور في الوحدات مقارنة بالعمليات السابقة. هذا الوضع يعكس تراجع الرغبة في الخدمة بعد عامين من الحرب والجولات المتكررة.
الإخلاء والمساعدات الإنسانية
في سياق المناورة، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن إخلاء مدينة غزة هو أمر "لا مفر منه". وأشار إلى أن كل عائلة تنتقل إلى الجنوب ستتلقى مساعدات إنسانية، حيث يعمل الجيش على إدخال الخيام وتمهيد مناطق لتوزيع المساعدات. هذا الجانب الإنساني يبرز التحديات التي تواجه المدنيين في ظل تصاعد الأعمال العسكرية.
الخلافات السياسية حول الحرب
تجدر الإشارة إلى أن هناك خلافات حادة داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن كيفية التعامل مع الوضع في غزة. خلال اجتماع لمجلس الوزراء الأمني المصغر، اصطدم رئيس الأركان إيال زمير برئيس الوزراء نتنياهو، حيث حاول مناقشة إبرام صفقة جزئية للإفراج عن المحتجزين. ومع ذلك، تمسك الحكومة بخطة السيطرة الكاملة على غزة، مما قد يؤدي إلى احتلال عسكري طويل الأمد.
الاعتراف بالإبادة الجماعية
في سياق متصل، أصدرت أكبر رابطة من العلماء المتخصصين في أبحاث الإبادة الجماعية، IAGS، قرارًا يقر بأن سياسات إسرائيل في غزة تلبي المعايير القانونية للإبادة الجماعية. وقد أيد 86% من الأعضاء هذا القرار، مما يعكس القلق الدولي المتزايد بشأن الأوضاع الإنسانية في القطاع.
الخاتمة
تتجه الأوضاع في غزة نحو تصعيد عسكري كبير، مع تحديات إنسانية وسياسية معقدة. إن المناورة البرية التي بدأها الجيش الإسرائيلي تعكس حالة من التوتر المتزايد، حيث يواجه المدنيون في غزة ظروفًا صعبة تتطلب استجابة إنسانية عاجلة. في الوقت نفسه، تبرز الخلافات السياسية داخل الحكومة الإسرائيلية الحاجة إلى استراتيجية واضحة للتعامل مع الوضع المتفجر في المنطقة.