تراجع رواتب قطاع التكنولوجيا في إسرائيل: واقع جديد يفرض تحديات كبيرة
في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية والمحلية، يواجه قطاع التكنولوجيا في إسرائيل تحديات غير مسبوقة، حيث أظهر تقرير حديث نشرته صحيفة غلوبس الإسرائيلية المتخصصة استمرار التراجع في رواتب العاملين في هذا القطاع الحيوي. يأتي هذا التراجع في وقت تعاني فيه البلاد من ارتفاع معدلات التضخم وزيادة تكلفة المعيشة، مما يزيد من تعقيد الوضع بالنسبة للعاملين في مجال التكنولوجيا.
انخفاض الرواتب رغم التوقعات
رغم التوقعات السابقة بارتفاع الأجور لمواكبة ارتفاع الأسعار، فإن البيانات تشير إلى أن عام 2024 كان استثنائياً، حيث لم يشهد أي زيادة في الأجور بل سجل انخفاضاً غير مسبوق. فقد انخفض متوسط الراتب الشهري للعاملين في قطاع التكنولوجيا إلى ما دون 30 ألف شيكل (8200 دولار) مع نهاية 2024، بعد أن كان قد تجاوز هذا الحد لعدة أشهر. هذا الانخفاض يعكس واقعاً اقتصادياً أكثر صعوبة للعاملين في هذا المجال.
تراجع عدد الوظائف الشاغرة
لم يقتصر الانخفاض على متوسط الأجور فحسب، بل امتد أيضاً إلى تراجع عدد الوظائف الشاغرة. فقد شهد قطاع التكنولوجيا ركوداً واسع النطاق، حيث تراجع عدد العاملين من 400 ألف موظف إلى ما بين 398 ألف و399 ألف موظف مع بداية 2025. هذا التراجع في عدد الوظائف يعكس تحولات أعمق في هيكل الاقتصاد الإسرائيلي، حيث أصبحت الشركات أكثر حذراً في التوظيف وتسعى إلى خفض تكاليفها التشغيلية.
تأثير التضخم على الرواتب
وفقاً لبيانات المكتب المركزي للإحصاء، انخفض متوسط الراتب الشهري للعاملين في قطاع التكنولوجيا إلى 29 ألفاً و736 شيكلاً (8125 دولاراً) في نهاية 2024. كما تراجعت رواتب مطوري البرمجيات إلى 31 ألفاً و100 شيكل (8500 دولار) بعد أن كانت قد تجاوزت 33 ألف شيكل (9000 دولار) في الأشهر السابقة. هذا الانخفاض يأتي في وقت ترتفع فيه تكاليف المعيشة، مما يزيد من الضغوط على العاملين في هذا القطاع.
تغييرات في ديناميكية سوق العمل
تشير التقارير إلى أن سوق العمل أصبح أكثر انتقائية، حيث يحصل الموظفون ذوو المهارات العالية فقط على زيادات في الرواتب. في الوقت نفسه، اختفت المكافآت والعلاوات التي كانت تقدم للموظفين الجدد، مما يعكس تحولاً في طريقة عمل الشركات. كما أشار إيال سولومون، الرئيس التنفيذي لوكالة إيثوسا للتوظيف، إلى أن الشركات لم تعد تبذل جهوداً مكثفة لاستقطاب المواهب كما كان يحدث في السابق.
ظواهر جديدة في سوق العمل
ظهرت في سوق العمل الإسرائيلي ظاهرتان جديدتان: "البقاء الكبير" و"الاستقالة الهادئة". حيث يفضل الموظفون البقاء في وظائفهم الحالية خوفاً من التقلبات الاقتصادية، بينما يؤدي الموظفون الحد الأدنى المطلوب من العمل دون بذل جهد إضافي بسبب انخفاض الحوافز وغياب الزيادات في الأجور. هذه الظواهر تعكس حالة من عدم اليقين والقلق بين العاملين في القطاع.
الخلاصة
إن التحديات التي يواجهها قطاع التكنولوجيا في إسرائيل تعكس تحولاً عميقاً في هيكل الاقتصاد المحلي. مع تراجع الرواتب وزيادة تكاليف المعيشة، يجد العاملون في هذا القطاع أنفسهم في وضع صعب يتطلب منهم التكيف مع الظروف الجديدة. في ظل هذه التغيرات، يبقى السؤال: كيف ستتطور سوق العمل في المستقبل، وما هي الاستراتيجيات التي يمكن أن تتبناها الشركات لمواجهة هذه التحديات؟