الإثنين, سبتمبر 8, 2025
الرئيسيةعلومتأثير كوفيد-19 الصامت: تسارع شيخوخة عقولنا رغم عدم الإصابة بالفيروس

تأثير كوفيد-19 الصامت: تسارع شيخوخة عقولنا رغم عدم الإصابة بالفيروس

تأثير جائحة كوفيد-19 على صحة الدماغ: دراسة جديدة

في ظل التحديات التي فرضتها جائحة كوفيد-19، أظهرت دراسة علمية جديدة أن هذه الأزمة الصحية العالمية قد تكون لها آثار طويلة الأمد على صحة الدماغ، حتى لدى الأشخاص الذين لم يُصابوا بالفيروس. الدراسة، التي قادها باحثون من جامعة نوتنغهام في المملكة المتحدة، نُشرت في مجلة Nature Communications، تكشف عن نتائج مثيرة تتعلق بتسارع شيخوخة الدماغ.

نتائج الدراسة

شملت الدراسة فحص أدمغة حوالي ألف شخص بالغ يتمتعون بصحة جيدة، قبل وبعد فترة الجائحة. أظهرت النتائج أن "عمر الدماغ"، أي مظهره البيولوجي مقارنة بالعمر الفعلي، قد زاد بمعدل 5.5 أشهر إضافية في المتوسط. هذا التغير قد ينعكس في تسارع تدهور الوظائف الإدراكية مع مرور الوقت، مما يثير قلقًا بشأن التأثيرات النفسية والاجتماعية للجائحة.

التأثيرات النفسية والاجتماعية

صرّح الدكتور علي رضا محمدي نجاد، الباحث الرئيسي في الدراسة، بأن النتائج كانت مفاجئة. حتى الأشخاص الذين لم يُصابوا بكوفيد-19 أظهروا مؤشرات واضحة على تسارع الشيخوخة الدماغية. التجربة النفسية والاجتماعية للجائحة، بما في ذلك العزلة والضغوط، تركت بصمات عميقة على صحة الدماغ.

الفئات الأكثر تضررًا

أظهرت الدراسة أن التأثير كان أوضح لدى كبار السن، والرجال، والأشخاص من خلفيات اجتماعية واقتصادية أقل حظًا. البروفيسورة دوروثي أور، أستاذة تصوير الدماغ، أكدت أن هذه الفئات كانت أكثر عرضة للضغوط اليومية خلال الجائحة. وأشارت إلى أن "صحة الدماغ لا تتأثر فقط بالأمراض، بل ببيئتنا الحياتية أيضًا".

ما الذي يشكل صحة الدماغ؟

وفقًا للدكتور أوسكار ميرفي، الباحث السريري في معهد Bionics الطبي في أستراليا، فإن صحة الدماغ تعتمد على قوة التواصل بين خلاياه العصبية. هذه الشبكات العصبية المعقدة هي ما يُبقي الدماغ فعالًا. عندما تتعطل هذه الروابط، كما يحدث في بعض الأمراض التنكسية، نشهد تدهورًا معرفيًا أسرع. التوتر والقلق المزمنين يمكن أن يسرّعا هذا التدهور، خاصة مع التقدم في العمر.

تحسين صحة الدماغ

رغم أن الشيخوخة الدماغية ترتبط بمشاكل مثل ضعف الذاكرة والتفكير، يؤكد الخبراء أن الأعراض يمكن تحسينها بل وحتى عكسها عبر أساليب حياة صحية. الدكتور ميرفي يشدد على أهمية تقليل التوتر، ممارسة الرياضة، تناول غذاء متوازن، والحصول على نوم جيد كأفضل ما يمكن فعله لصحة الدماغ.

الخاتمة

تسلط هذه الدراسة الضوء على أهمية العناية بالصحة النفسية والبيئية، خاصة في ظل الظروف الصعبة مثل جائحة كوفيد-19. من الضروري أن نكون واعين للتأثيرات المحتملة على صحة الدماغ ونسعى لتحسين جودة حياتنا من خلال اتخاذ خطوات إيجابية.

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة