الإثنين, سبتمبر 8, 2025
الرئيسيةعبريالهند تحت أنظار ترامب وباكستان تعود إلى الساحة | الاقتصاد

الهند تحت أنظار ترامب وباكستان تعود إلى الساحة | الاقتصاد

التحولات في السياسة الخارجية الأميركية تجاه جنوب آسيا خلال ولاية ترامب الثانية

تشهد السياسة الخارجية الأميركية تجاه جنوب آسيا تحوّلات بارزة خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب الثانية، مع تغيّر واضح في التعامل مع كلٍّ من الهند وباكستان. بينما كانت الهند تُعتبر حليفا أساسيا لمواجهة النفوذ الصيني، بدأت مؤشرات الفتور تظهر في العلاقة بين واشنطن ونيودلهي، تزامن مع ذلك خطوات أميركية نحو تعزيز علاقاتها مع باكستان. هذا التحول المفاجئ يثير تساؤلات حول دوافعه وتأثيراته على استقرار المنطقة.

الهند.. من الشراكة إلى المواجهة

أبرز مظاهر الفتور بين الولايات المتحدة والهند كان تجارياً، حيث فرض ترامب تعريفات جمركية تصل إلى 50% على سلع هندية أساسية مثل المنسوجات والمجوهرات. هذه الإجراءات أدت إلى شلل جزئي في قطاعات التصدير الهندية، ودفع الروبية إلى أدنى مستوياتها التاريخية أمام الدولار. الهدف المعلن من هذه السياسات كان "حماية الصناعات الأميركية"، لكن الهند اعتبرت ذلك تدخلاً في سياساتها الاقتصادية.

ازدادت حدة التوتر عندما انتقد ترامب اعتماد الهند على النفط الروسي، متهماً إياها بتمويل حرب فلاديمير بوتين في أوكرانيا. ردت الهند بأن وارداتها من النفط الروسي ليست خياراً سياسياً بل ضرورة اقتصادية، مما يعكس تبايناً في المصالح بين البلدين.

كشمير.. عقدة سياسية مستمرة

أعربت الإدارة الأميركية عن تخوفها من التصعيد في كشمير بعد سياسات نيودلهي الأخيرة، مما دفع صانع القرار الأميركي إلى إعادة تقييم الأولويات الإستراتيجية في جنوب آسيا. بينما ترفض الهند أي تدخل خارجي في القضية، لم يتردد ترامب في التلويح بالوساطة بين الهند وباكستان، مما يمثل تجاوزاً لخط أحمر سيادي بالنسبة لنيودلهي.

تغيّر الحسابات الإستراتيجية

خلال العقد الماضي، كانت الهند حجر الزاوية في الإستراتيجية الأميركية لاحتواء الصين، لكن ترامب يبدو أقل التزاماً بهذا التصور. براغماتيته الاقتصادية جعلته يتعامل مع الهند كمنافس تجاري أكثر من كونه شريكاً إستراتيجياً. هذا التحول أثار قلق دوائر السياسة الخارجية الأميركية، حيث يحذر بعض الخبراء من أن الضغط المستمر قد يدفع الهند إلى تعزيز روابطها مع الصين أو روسيا.

التقارب مع باكستان

على النقيض، تشهد العلاقات الأميركية الباكستانية مؤشرات إيجابية على صعيد التعاون الأمني والعسكري. فقد زار قائد الجيش الباكستاني الولايات المتحدة مرتين خلال الأشهر الأخيرة، حيث ناقش مع المسؤولين الأميركيين برامج الدعم العسكري والتدريب المشترك. هذه الزيارات تمثل إعادة باكستان إلى موقع محوري في الحسابات الأميركية بعد سنوات من التوتر.

التداعيات على الإقليم

التحوّل الأميركي نحو باكستان يُفسَّر في نيودلهي كنوع من الانحياز الضمني، مما يزيد من حساسية أي تصعيد مقبل في كشمير. إعادة التوازن الأميركي بين نيودلهي وإسلام آباد قد تغيّر موازين القوى في جنوب آسيا، مما قد يضعف الموقف الإستراتيجي للهند في مواجهة الصين.

ترامب والملفات الدولية

ما يجري ليس انفصالاً تاماً عن تاريخ السياسة الأميركية في المنطقة، بل هو انعكاس لطريقة ترامب في إدارة الملفات الدولية. يفضل ترامب النتائج السريعة على الإستراتيجيات طويلة الأمد، ويقيس التحالفات بميزان الصفقات لا المبادئ. هذا التحول في السياسة الأميركية في جنوب آسيا يعكس تحولاً أوسع في أولويات واشنطن.

يبقى السؤال مفتوحاً حول مستقبل العلاقات الأميركية الهندية وكيفية تأقلم نيودلهي مع التحولات الأميركية، في الوقت الذي تستفيد فيه باكستان من إعادة التوازن لصالحها.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة