منع نشر الحرس الوطني في كاليفورنيا: قرار قضائي يثير الجدل
في خطوة مثيرة للجدل، أصدر قاضٍ فيدرالي يوم الثلاثاء قرارًا يمنع إدارة ترامب من نشر الحرس الوطني في ولاية كاليفورنيا لمكافحة الجريمة. جاء هذا القرار من قاضي المقاطعة الأمريكية في سان فرانسيسكو، تشارلز براير، الذي وضع الحكم في الانتظار حتى 12 سبتمبر. يعكس هذا القرار التوترات القانونية والسياسية المحيطة باستخدام القوات العسكرية في تطبيق القانون المحلي.
خلفية القضية
في يونيو، أمر ترامب بنشر 4000 من الحرس الوطني و700 من مشاة البحرية الأمريكية في لوس أنجلوس، وذلك ردًا على الاحتجاجات ضد غارات الهجرة الواسعة. وقد أثار هذا القرار انتقادات حادة من الديمقراطيين، الذين اعتبروا أن ترامب يستخدم الجيش لقمع المعارضة لسياساته المتشددة في مجال الهجرة. وقد أثار هذا الأمر تساؤلات حول حدود السلطة الرئاسية واستخدام القوات الفيدرالية في تطبيق القانون.
الدعوى القانونية
تقدمت الدعوى من قبل غافين نيوسوم، حاكم كاليفورنيا، الذي زعم أن نشر القوات انتهك المعايير الأمريكية القديمة وقانون "Posse Comitatus"، الذي يحد من استخدام القوات الفيدرالية في تطبيق القانون المحلي. في المقابل، ردت إدارة ترامب بأن الدستور الأمريكي يسمح للرؤساء باستخدام القوات لحماية الموظفين الفيدراليين والممتلكات، مما يمثل استثناءً لقانون "Posse Comitatus".
الحكم الأولي
في يونيو، وجد القاضي براير أن نشر الحرس الوطني في كاليفورنيا كان غير قانوني على الأرجح، وأمر بإعادة القوات إلى سيطرة نيوسوم. ومع ذلك، تم عكس هذا القرار من قبل محكمة الاستئناف في الدائرة التاسعة الأمريكية بعد أسبوع. وقد أثارت هذه التغيرات تساؤلات حول كيفية تعامل المحاكم مع قضايا تتعلق بالسلطة العسكرية.
المحاكمة والجدل القانوني
استمرت المحاكمة التي انتهت في 13 أغسطس لمدة ثلاثة أيام، حيث تناولت تصرفات الجيش بعد نشره لمساعدة الضباط الفيدراليين ووكلاء الهجرة. حاول محامو مكتب المدعي العام في كاليفورنيا إثبات أن القوات قامت بأعمال شرطة، مثل إنشاء محيط أمني واحتجاز شخصين، مما يدل على عدم الحاجة إلى نشرها في المقام الأول. في المقابل، حاول محامو الإدارة إظهار أن القوات كانت تعمل فقط لحماية الوكلاء الفيدراليين من التهديدات المحتملة.
القلق من توسيع السلطة العسكرية
أبدى القاضي براير قلقه من وجود حدود قليلة على سلطة القادة العسكريين في تحديد الحاجة إلى الحماية. وقد أشار إلى أن هذا الأمر قد يؤدي إلى تحول كبير وغير مسبوق في دور الجيش في المجتمع الأمريكي. لا تزال إدارة ترامب تحتفظ بعدد من الجنود في لوس أنجلوس، على الرغم من تراجع الاحتجاجات.
تأثير القرار على الوضع في واشنطن
على الرغم من أن القرار القضائي يؤثر على الوضع في كاليفورنيا، إلا أنه من غير المرجح أن يؤثر على نشر الحرس الوطني في واشنطن العاصمة، حيث يتمتع الرئيس بمهلة أكبر لاستخدام القوات هناك. وقد أرسل ترامب الحرس الوطني إلى واشنطن في وقت سابق، مشيرًا إلى أن المدينة تعاني من الجريمة.
الخاتمة
يمثل قرار قاضي المقاطعة الأمريكية في سان فرانسيسكو منع نشر الحرس الوطني في كاليفورنيا نقطة تحول في النقاش حول استخدام القوات العسكرية في تطبيق القانون. يعكس هذا القرار التوترات السياسية والقانونية التي تحيط بالسلطة الرئاسية، ويثير تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين الجيش والمجتمع المدني في الولايات المتحدة.