شي جينبينغ يدين عقلية الحرب الباردة في قمة منظمة شنغهاي للتعاون
افتتحت قمة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة تيانجين الصينية، حيث ألقى الرئيس شي جينبينغ خطابًا قويًا أدان فيه بشدة "عقلية الحرب الباردة" وسياسة "الترهيب" في العلاقات الدولية. تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه العالم توترات متزايدة بين القوى الكبرى، مما يعكس الحاجة الملحة إلى إعادة التفكير في كيفية إدارة العلاقات الدولية.
أهمية بناء نظام عالمي قائم على العدالة
في خطابه الافتتاحي، شدد شي على أهمية بناء نظام عالمي قائم على العدالة والمساواة. وأكد أن التوترات السياسية والاقتصادية الناتجة عن النزاعات بين القوى الكبرى تعيق التقدم وتؤثر سلبًا على التعاون الدولي. دعا الرئيس الصيني إلى ضرورة العمل على إيجاد بيئة دولية تعزز من التعاون وتقلل من النزاعات، مشيرًا إلى أن تحقيق السلام والاستقرار يتطلب جهودًا جماعية من جميع الدول.
الدروس المستفادة من الحرب العالمية الثانية
أشار شي جينبينغ إلى أهمية تعزيز الوعي التاريخي فيما يتعلق بالحرب العالمية الثانية، معتبرًا أن تلك الفترة تمثل درسًا هامًا يجب أن نتعلم منه. فقد كانت الحرب العالمية الثانية نتيجة لصراعات كبرى بين القوى العظمى، وهو ما يجب تجنبه في العصر الحديث. دعا الرئيس الصيني الدول إلى استيعاب الدروس المستفادة من تلك الفترة والعمل على تجنب الصراعات الكبرى التي قد تؤدي إلى نتائج كارثية.
تجاوز عقلية الحرب الباردة
أكد شي على ضرورة تجاوز عقلية الحرب الباردة التي لا تزال تعيق تقدم التعاون الدولي. وأوضح أن هذه العقلية تؤدي إلى تفكيك تحالفات الكتل السياسية، مما يخلق تقسيمات جديدة في النظام الدولي. وبدلاً من ذلك، دعا إلى تعزيز الحوار والتفاهم بين الدول، مشددًا على أن التعاون هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار.
رفض سياسة الترهيب
في جزء آخر من خطابه، أكد شي جينبينغ على ضرورة رفض سياسة الترهيب التي تُستخدم للضغط على الدول الصغيرة والنامية. وأوضح أن الأمن والاستقرار العالميين لا يتحققان من خلال التهديدات أو التصعيد العسكري، بل من خلال التعاون المشترك والاحترام المتبادل بين الدول. هذه الرسالة تعكس رؤية الصين للعالم، حيث تسعى إلى تعزيز العلاقات الدولية على أساس من التعاون والمصالح المشتركة.
الخاتمة
تأتي تصريحات شي جينبينغ في قمة منظمة شنغهاي للتعاون كدعوة ملحة للعالم لتجاوز التوترات الحالية وبناء نظام عالمي أكثر عدلاً واستقرارًا. إن تعزيز التعاون والاحترام المتبادل بين الدول هو السبيل لتحقيق السلام، وهو ما يتطلب جهودًا جماعية من جميع الأطراف المعنية. في ظل التحديات العالمية المتزايدة، يبقى الأمل معقودًا على قدرة الدول على العمل معًا من أجل مستقبل أفضل.