الانتخابات البرلمانية: أبرز الأحداث في تاريخ ألمانيا

انتخابات ألمانيا 2025: عتبة جديدة في تاريخ السياسة الألمانية

تستعد ألمانيا لانتخابات برلمانية قد تكون الأهم في تاريخ البلاد، حيث من المقرر أن تُجرى في 23 فبراير/شباط 2025. يحق لحوالي 59.2 مليون شخص التصويت، مما يجعل هذه الانتخابات حدثًا محوريًا في تشكيل مستقبل السياسة الألمانية. يتوقع أن تؤدي نتائج هذه الانتخابات إلى تغييرات جذرية في المشهد السياسي، حيث قد تطيح بأحزاب قائمة وتُعزز أخرى.

النظام الانتخابي الألماني

يعتمد النظام الانتخابي في ألمانيا على مزيج من النظام الفردي والقائمة النسبية. يحق لكل ناخب وضع إشارتين على ورقة التصويت: الأولى لاختيار مرشح من دائرته الانتخابية، والثانية لاختيار حزب. يمثل الصوت الأول المرشحين في 299 دائرة انتخابية، بينما يُحدد الصوت الثاني توزيع المقاعد في البرلمان (البوندستاغ) بناءً على نسبة الأصوات التي تحصل عليها الأحزاب. يجب على الأحزاب اجتياز نسبة 5% للدخول إلى البرلمان، مما يضمن تمثيلًا نسبيًا للأحزاب.

البرلمان والمستشار

يتكون البوندستاغ من 598 مقعدًا، ولكن العدد قد يزيد في بعض الأحيان كما حدث في انتخابات 2021، حيث وصل العدد إلى 735 عضوًا. تُجرى الانتخابات كل أربع سنوات، ويُكلف الحزب الذي يحصل على أعلى نسبة من الأصوات بتشكيل الحكومة واختيار المستشار. تشير استطلاعات الرأي إلى أن فريدريش ميرتس، من الحزب الديمقراطي المسيحي، هو المرشح الأوفر حظًا لتولي منصب المستشار الـ19 في تاريخ ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية.

الأحزاب المتنافسة

تتنافس عدة أحزاب رئيسية في هذه الانتخابات، منها:

• الاتحاد الديمقراطي المسيحي: يتوقع أن يحصل على أكثر من 30% من الأصوات.
• حزب بديل لألمانيا: يُتوقع أن يحصل على نسبة تفوق 20%.
• الحزب الاشتراكي الديمقراطي: قد لا تتجاوز نسبته 15%.
• حزب الخضر: أيضًا بنسبة تصل إلى 15%.
• حزب اليسار: قد يحصل على أكثر من 6%.
• تحالف سارة فاغنكينشت: يُتوقع أن يحصل على 5%، حيث يخوض الانتخابات لأول مرة.
• الحزب الديمقراطي الحر: قد لا يتجاوز نسبة 5%، مما يعني احتمال خروجه من التمثيل السياسي.

إلى جانب هذه الأحزاب، هناك تكتلات وأحزاب صغيرة تدعم قضايا مختلفة، بما في ذلك القضية الفلسطينية.

طريقة التصويت

تُجرى عملية التصويت بشكل مباشر عبر صناديق الاقتراع في 16 ولاية، أو عبر البريد بناءً على طلب رسمي. تفتح قاعات الانتخاب أبوابها من الساعة 8:00 صباحًا حتى 18:00 مساءً. بعد إغلاق صناديق الاقتراع، تُعلن النتائج الأولية على شاشات التلفاز، وغالبًا ما تكون قريبة من النتائج النهائية. سجلت نسبة التصويت عبر البريد رقمًا قياسيًا في انتخابات 2021، حيث بلغت 47.3%.

أهم الملفات المطروحة

تأتي هذه الانتخابات بعد انهيار الائتلاف الحاكم، مما أجبر المستشار أولاف شولتز على الدعوة لانتخابات مبكرة. يُعتبر ملف الهجرة واللجوء من أبرز القضايا المطروحة، حيث تمكن حزب "بديل لألمانيا" من تحويله إلى محور النقاش. كما تلعب القضايا الاقتصادية دورًا محوريًا في الانتخابات الحالية، في ظل الانكماش الاقتصادي الذي تعيشه البلاد، بالإضافة إلى قضايا الأمن والصحة.

خاتمة

تُعد انتخابات 2025 في ألمانيا فرصة حقيقية لتغيير المشهد السياسي، حيث يتطلع الناخبون إلى اختيار ممثلين قادرين على مواجهة التحديات الراهنة. مع وجود أحزاب جديدة وصاعدة، قد تشهد البلاد تحولًا جذريًا في سياساتها الداخلية والخارجية. إن هذه الانتخابات ليست مجرد استحقاق ديمقراطي، بل هي اختبار حقيقي لمستقبل ألمانيا في ظل التغيرات العالمية والمحلية.