دراسة: اضطراب مواعيد النوم يزيد خطر الإصابة بمرض باركنسون والسكري
مقدمة
في عالمنا المعاصر، أصبح النوم الجيد أحد العناصر الأساسية للحفاظ على الصحة العامة. دراسة حديثة كشفت عن علاقة وثيقة بين اضطراب مواعيد النوم وزيادة خطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل مرض باركنسون والسكري من النوع الثاني. هذه النتائج تفتح آفاقًا جديدة لفهم أهمية إيقاع النوم وتأثيره على صحتنا.
نتائج الدراسة
أجريت الدراسة بقيادة علماء من جامعة بكين والجامعة الطبية العسكرية بالصين، حيث شملت أكثر من 88 ألف شخص. أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يعانون من أنماط نوم غير منتظمة معرضون لخطر الإصابة بمرض باركنسون بنسبة 2.8 مرة، وبالسكري من النوع الثاني بنسبة 1.6 مرة، مقارنة بمن يحافظون على مواعيد نوم واستيقاظ منتظمة. هذه النتائج تم دعمها من خلال تحليل بيانات النوم من قاعدة بيانات «بيوبنك» البريطانية ودراسة مماثلة في الولايات المتحدة.
أهمية إيقاع النوم
تسلط الدراسة الضوء على أهمية إيقاع النوم، أو ما يُعرف علميًا بـ«Sleep Rhythm»، كعامل رئيسي في الوقاية من الأمراض. فقد فحصت الدراسة ست سمات للنوم، بما في ذلك مدة النوم وتوقيت البدء وانتظام الإيقاع. ووجدت أن إيقاع النوم يرتبط بعدد أكبر من الأمراض مقارنة بمدة النوم وحدها. من بين 172 حالة مرضية تم ربطها بأنماط النوم، كان لإيقاع النوم غير المنتظم صلة وثيقة بعدد كبير منها، بما في ذلك باركنسون والسكري وارتفاع ضغط الدم.
تأثير توقيت النوم
أظهرت النتائج أيضًا أن الأشخاص الذين يخلدون إلى النوم بعد الساعة 12:30 بعد منتصف الليل كانوا أكثر عرضة للإصابة بتليّف الكبد بنسبة 2.6 مرة مقارنة بمن ينامون قبل الساعة 11:30 مساءً. كما أظهر المشاركون الأقل كفاءة في النوم، أي الذين ينامون عدد ساعات أقل رغم مكوثهم الطويل في السرير، زيادة بنسبة 1.8 ضعف في احتمال الإصابة بفشل الجهاز التنفسي.
مفارقات مثيرة
تظهر الدراسة مفارقة مثيرة، حيث أن نحو ربع المشاركين الذين اعتبروا أنفسهم «نائمين لفترات طويلة» لم يناموا في الواقع أكثر من ست ساعات. هذه النتائج تثير الشكوك حول مدى دقة الدراسات التي تعتمد فقط على الاستبيانات الذاتية، مما يستدعي استخدام تقنيات قابلة للقياس مثل أجهزة تتبع النوم.
الخاتمة
تشير النتائج إلى ضرورة إعادة تعريف مفهوم النوم الجيد، حيث يجب أن يتجاوز عدد الساعات فقط ليشمل انتظام النوم كعامل رئيسي. كما تدعو الدراسة إلى أهمية استخدام تقنيات قياس دقيقة لتحسين فهمنا لأساليب النوم وتأثيرها على الصحة العامة. إن إدراك هذه العلاقة يمكن أن يكون خطوة مهمة نحو تحسين جودة الحياة والوقاية من الأمراض المزمنة.