السبت, يونيو 21, 2025
الرئيسيةعلومأنا أعزب، كيف أستمتع بيوم عيد الحب؟

أنا أعزب، كيف أستمتع بيوم عيد الحب؟

عيد الحب: بين الوحدة والاحتفال بالذات

بينما أتصفح الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي قبل ساعات من حلول عيد الحب، تلاحقني خوارزميات المواقع وتضرب على وتري الحساس، لتتدفق أمامي فيديوهات تذكرني بأني لا أزال "وحيداً" ولن أجد مكاناً لي في هذا اليوم. إنه حال الكثيرين من "السناغل"، كما نتداولها بالعامية. يُحتفل بعيد الحب في 14 فبراير/شباط من كل عام، وهو مناسبة عالمية تُعبر عن مشاعر الحب والمودة بين الأشخاص.

جذور عيد الحب

تعود جذور هذا اليوم إلى العصور القديمة، حيث يرتبط بأسطورة القديس فالنتين، الذي كان يُقال إنه تحدى أوامر الإمبراطور الروماني، كلاوديوس الثاني، الذي حظر الزواج لجنوده. ما دفع فالنتين إلى تزويج العديد من الشبان والشابات بسرية. وبعد وفاته، أصبح يُحتفل به تكريماً لمحبته واهتمامه بالآخرين. اليوم، يُحتفل بعيد الحب من خلال تبادل الهدايا، والزهور، وبطاقات التهنئة، بالإضافة إلى كلمات الحب والتقدير بين العاشقين.

عيد الحب: أكثر من مجرد علاقة عاطفية

ورغم ذلك، إلا أن "يوم الحب" أصبح يُحتفل به الآن بطرق مختلفة بين الأصدقاء والعائلات، باعتباره مناسبة للتعبير عن الحب بمختلف أشكاله. قد يواجه الأعزب أو العزباء ضغطاً اجتماعياً بسبب الصور المثالية التي تُعرض في هذا اليوم، ما قد يعزز شعورهم بالوحدة أو التوتر.

تغيير الفكرة السائدة

توضح الدكتورة سلمى البيروتي، اختصاصية نفسية وتربوية، أنه لا ينبغي على غير المرتبطين أن يشعروا بأي ضغط اجتماعي في يوم عيد الحب. وتقول إن المجتمع أحياناً يعزز فكرة أنه يجب على الفرد أن يكون في علاقة ليشعر بالقيمة الذاتية، وهذه الفكرة يجب أن تتغير. نحن بحاجة إلى أن نكون سعداء بوجودنا كما نحن، وأن نحب أنفسنا أولاً. إذا لم نتعلم كيف نحب ذاتنا، لن نتمكن من حب الآخرين كما يجب.

نصائح للاحتفال بعيد الحب كأعزب

في هذا اليوم، الذي يُحتفل فيه بالحب والعلاقات، يصبح السؤال ملحّاً لدى غير المرتبطين: ماذا نفعل بهذا العيد؟ يقدم الدكتور نواف الرفاعي، أخصائي إرشاد نفسي، مجموعة من النصائح تساعدنا لنجعل هذا اليوم مميزاً ونحجز لأنفسنا مكاناً فيه.

أولاً: راجع معنى الحب

يقول الرفاعي إن فكرة الحب لا تقتصر على العلاقات العاطفية فقط. على من يعتبر نفسه وحيداً في هذا اليوم أن يجعل عيد الحب يوماً للتمتع بجميع أشكال الحب التي تحيط به، مثل حب الأصدقاء، العائلة، وحتى حبك لذاتك. الحب لا يحتاج إلى سبب أو مناسبة خاصة ليكون حقيقياً في حياتك.

ثانياً: أحب نفسك

"كن محباً لنفسك، ولا تسمح للانتقادات السلبية أن تؤثر عليك كونك أعزب"، هكذا يخاطبنا الرفاعي. قد تكون العزوبية فرصة لتعزيز علاقتك بنفسك، ومعرفة ما تحب وتحتاج. امنح نفسك التقدير الذي تستحقه واحتفل بنفسك كما أنت.

ثالثاً: اخرج وقم بنشاطك الخاص

يطلب منا الرفاعي ألّا نكتفي بالانتظار ليحدث شيء، بل أن نقوم بخلق لحظاتنا الخاصة. اقضِ اليوم في فعل شيء يُرضيك، مثل التطوع في عمل خيري أو الانغماس في شغفك الخاص. يمكن أن تكون هذه الأنشطة مصدراً للسعادة الداخلية وتساعدك في إعادة شحن طاقتك العاطفية.

رابعاً: عزز روابطك الاجتماعية

عيد الحب فرصة لقضاء وقت ممتع مع الأشخاص الذين يحبونك بصدق. قد تكون العائلة والأصدقاء المقربين هم الداعمين لك في كل الأوقات. اقضِ يومك معهم واستمتع بالعلاقات التي تُشعرنا بالأمان والمودة.

خامساً: قلل من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي

تجنب الشعور بالضغط من خلال تقليل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، حيث إنها مليئة بالمقارنات والتوقعات الافتراضية حول العلاقات العاطفية. حاول التركيز على اللحظات التي تعيشها بعيداً عن المشاهدات المبالغ فيها.

سادساً: عبّر عن الامتنان

ركّز على الجوانب الإيجابية في حياتك وعبّر عن امتنانك لها. هناك أشياء عدة يمكن أن تُشعرك بالرضا، مثل نجاحاتك الشخصية أو علاقاتك الاجتماعية القوية. الامتنان يساعد على تعزيز الإحساس بالسعادة والرضا الداخلي.

خاتمة

بالنسبة لي، قد ألجأ إلى النصيحة الثالثة، وأخرج مع الأصدقاء أو أقضي اليوم في نادٍ رياضي، على سبيل المثال. وعليك أنت أيضاً أن تختار نصيحةً أو أكثر مما سبق، لعل خروجنا في هذا العيد يتحول إلى ذكرى لقائنا بشريك المستقبل. فلنحتفل بعيد الحب العام المقبل ونحن عشّاق، أو على الأقل، ونحن نحب أنفسنا.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة